• 6 November, 2024 02:44

Karozota.com

Sweden

مار سبريشوع الاول 596 – 604 م

Bykarozota.com

Dec 30, 2021

كتاب المجدل –المؤلف ماري بن سليمان

الجاثليق من اهالي باجرمي (مدينة كركوك الحالية وتنطق بالاشورية بيت كرمي أي بيت العظام). وكان ابوه يرعى غنما ورأى ملاك الله جل اسمه في منامه يبشره به وما يكون منه من الرياسة على الكنيسة ببلاد الفرس ومدينته وتاتي الامور على يديه فاخبر زوجته فحمدت الله وحملت ورأت في منامها قبل ولادته كأن الامم في هيكل الله ساجدة له واكليلا على رأسه وولدته. ولما صار ابوه الى الهيكل بكي فمد يده اليه فزجره احد الرهبان الافاضل وقال تمد يدك الى كاهن الله الكبير. وقصد نصيبين للتمهر والتعلم ومنع جسمه لذات الدنيا وكان يقتات الحبوب واقام في الدير مع الرهبان وتلزم معهم نفقة المأكول من حيث لا يعلمون. ثم بني كرخا في جبل شمران واقام فيه خمس سنين. وقصده رجل كان يموت اولاده وسأله ان يصلي عليه ليعيش له ولده. ففعل وعاش ولده المولود له بعد ذلك. وانتشر خبره وراى في منامه ملكين يبشرانه بالرعاية وقرأ شيئا على رأسه وسلما اليه عصا الرعاية. واسامه ايشوعيب اسقفا على لاشوم يعني دقوقا. واتفق ليلة الشعانين مطر عظيم عاق عن العيد واغتم الشعب وخرج بالصلاة ورفع يده فزال المطر والرعد ومضى العيد حسنا وحلف بيمينه رجل كذبا فانتفخ ومات. وسألته امرأة مجوسية مسلة الله جل وعز ان يرزقها ولدا فغسل يديه وشربته فولدت ولدين ذكرين فآمنت واهلها. ولما خرج كسرى لمحاربة بسطام مع جيوشه التي جمعها رأى وهو مفكر منفزع لكثرة العساكر شيخ راهب بيده عصا قصير القامة قابضا لجام ديته يشجعه للهرب ويعده بالمعاونة فظن الذين يقربون منه يشاهدون ذلك واشعرهم فقالوا هذا جدك فعلم انه احد اصحاب المسيح. ولما غلب غاب الشخص عن عينه ورآه في منامه واستخبره عن نفسه فقال انا سبريشوع اسقف لاشوم ولما انتبه حدث شيرين زوجته وكانت مؤمنة فأعلمته آياته واعتقد ان يجعله جاثليقا. وتوفي ايشوعيب الارزني الجاثليق في السنة السادسة من ملك كسرى اذ مات ميتة طبيعية وذكر الرؤيا وأمر بضرب النواقيس وتقدم الى المسيحيين باختيار سبريشوع وشرح رؤياه لهم فسروا بذلك واجتمع الناس في الجمعة الثالثة من الصوم على الاختيار وأمرهم ان يكون اختيارهم اليه واختير خمسة فعرضوا على الملك فقال ما أرى فيهم سبريشوع اسقف لاشوم فقالوا له هو شيخ ومتألم ولم نجشمه فقال قد عدلتم عن الاختيار الصحيح ونحن نختاره. وفي اثناء ذلك رأى سبريشوع في منامه غلامين في زي غلمان الفرس يقولان له قم فملك الملوك يستدعيك فامتنع مستصغرا لنفسه فجذباه وحملاه الى الكنيسة قدام المذبح ووجد المرسلين بهما مكللين بالآكلة فقال الرسولان لله احضرناه قال احدهما وهو شيخ لا يصلح للفروسية وقال الاخر بل هو يصلح سبع سنين وبشراه بتقليده المسيحية من ملك الملوك وانتبه. وانفذ كسرى واستدعاه وورد يوم الاثنين ثاني الشعانين وانزله قصر شيرين ليستريح وفي يوم الفصح احضر الاساقفة وتقدم الى طجربذ بان يقيمه في رأسهم وقال هذا رئيسكم فاصنعوا به سٌنتكم فقبلوا الارض ودعوا للملك من الساعة الرابعة الى الثامنة واسيم وعمل الرازين وخرج ليصير الى باب الملك وازدحم الناس وكاد ان يموت ورفع الخبر الى الملك وارسل فرسا ليركبها فأبى وقال يريد الملك ان يضع بي العجائب وقهر على ذلك فمنعها من السير بكلمة الله وقال قلت للناطقين ولم يسمعوا الان لك اقول ان تكفي عن المسير. وسمع الملك بذلك وعجب وساير المخالفين وقالوا الطوبى لمن كنت رئيسا عليهم. وبعد جهد مصل الى حضرة الملك والدار مستنيرة بالشموع والبخور وسرّ الملك وقال انت صانع العجائب بما فعلته في وقت فتحنا المدن والان بمركبنا الذي يشبه البراق ولقد صح قول كتابكم ان الحجر الذي نفاها البناؤون صار رأس البناء وعاد من غد الى باب الملك ودخل دار شيرين واخلى الموضع وحضر الملك ومنعه من القيام وقبل رأسه وقال من تقدمك كانوا عبيدا لابائنا وانا ابنك وهذه ابنتك ودارنا لك وحوائجك مقضية وشيرين تتقدم تانت تنصب ثقة يرفع اليها القربان او تتولاه انت بنفسك وصّل على مملكتنا. وامر الملك الاساقفة بالتفرق وان يقام احدهم بالنيابة عن الجاثليق فاقام ميلاس اسقف السن وبقي الاساقفة عنده شهرا لتقرير مصالح البيعة بشفاعته. وكانت تتضمن كتب كسرى الى موريقي اخبار فضائل هذا الاب واشتاق مشاهدته وسُئل مصور حاذق ليصور صورته بعد السجود بين يديه فامتنع من ذلك مار سبريشوع حتى سأله كسرى فاجاب وكتب اليه يسأله ارسال قلنسوته بركة فأبى فقال له الرسول هذا مما تقوى به امانة المؤمنين فوسمها بالصليب وارسلها فسرّ بها موريقي واعظمها. وكانت المكاتبة بينه وبين الجاثليق متصلة وسأله جزء من صليب المسيح اليه ففعل بعد ان وضعه في صليب عظيم ذهب صياغة. وانفذه مع ثيابه الا انه لما وقع بيد كسرى وشيرين اخذا ذلك الجزء من صليب المسيح. وسأله اطلاق من عنده من اسارى ارزن ونصيبين وغيرها ليكون ذلك سببا لاطلاق من في أسر الفرس من الروم ففعل. وورد مار فروا الاسقف الى كسرى والجاثليق يكتب رسائل فلقاه طجربذ بأمر الملك وتادروس اسقف كشكر ومار عبدا اسقف بادريا وبختيشوع رئيس الدير (المدرسة). واستاذن في المصير الى الجاثليق فاذن له وشاهده جالسا بثياب زرية على مسح. فعجب لما كان يعرفه من زي فطاركة الروم ولم يعرفه عند دخوله عليه حتى عرفه فقال فروا الملوك والفطاركة يحتاجون الى الزي والتجمل. فقال له الجاثليق ان بهاء بنت الملك من داخل والفطركة تجب ان تكون باطنا. وبينما فروا وجماعة الاساقفة في مجلسه اذ دخل رجل معه ابنه صارخا باكيا فذكر ان ولده له اربعة عشرة سنة انصرف من المدرسة فاقيه مرقيونيا فشتمه ومد يده الى شفته وبصره فذهب بصره وبطل كلامه ووقف مكانه. فقال له لا تخف فانه بصلوة فروا يبصر ابنك ويتكلم ويبهت الشيطان واصحابه وامدّ يده على عينيه وادخل سبابته في فيه ورسم عليه علامة الصليب فابصر الصبي وتكلم وقال قل كلما فعل بك الشيطان فخبر ان هكذا فعل بي المرقيوني وخرج من فيه غراب اسود فضربني على فمي. فعجب فروا وقال لعمري ان بهاء الجاثليق من داخل واعتذر مما استزراه من زيه. وشكر الناس الله. واقام فروا عنده شهرين ودخل الى المدرسة وشاهد حسن التعليم ووهب الى التلاميذ شيئا كثيرا. وخرج حمد الله وحدث موريقي بما شاهد فسرّ واهل مملكته. واحب كسرى ان يرسل الى موريقي اسقفا فاختار الجاثليق ميلاس اسقف السن وكتب معه الجاثليق الى الملك والفطرك بالقسطنطينة. فوصل واكرم وخطب ودعا للملك والقوّاد واهل المملكة وعند العود ارسل معه جزءا من الصليب عوضا عن الماخوذ الى الجاثليق. والزمه ملك الفرس الخروج معه الى دارا للمطالبة بثأر موريقي ملك الروم. فركب حمارا فقيل تحمل اليه بغلة وطية. فقال الامر قريب تمضي على حمار وتعود على جمل، فمات في الطريق واعيد تابوته على جمل. وكان ان اوصى ان يدفن في دير كان له بباجرمي فدفن هناك كما رسم والدير يعرف به الى هذا الوقت.