سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

نريد كهنة لا سلاطين وكُهان

 

 

الى كل من يقاس على شاكلة (حفني وفينحاس)

 

 

 

إيشو شليمون - ملبورن/استراليا

 

 

   

 

الى احبائي اخوتي واخواتي ابناء كنيستنا المقدسة المحترمون.
الى كل من يُسمى اباً وكاهناً من الذين يتهمون ابناء رعيتهم بعدم احترام الكهنوت والتي بها يحاولون خلط الاوراق وطمس حقيقة ما جرى ويجري في الكنيسة بسبب سوء ادارتهم وتخبطهم وإخفاقاتهم في سلوك النهج القويم واتخاذ القرار العادل والسليم في التعامل بحكمة مع اساس المشكلة بدءاً من الاسلوب الغريب والمجحف والاستخفاف بعقول المؤمنين في طريقة احتواء وتفسير اسباب ترك العديد من الآباء والكهنة والشمامسة للكنيسة نزولا الى مشاكلهم الادارية والروحية التي لا حصر لها، ونظراً للمغالطات وسوء الفهم الذي ترتب على ذلك لدى بعض من ابناء كنيستنا ولكل من هو في دوامة وإشكالية الخلط وعدم التمييز بين شخص الكاهن والكهنوت او بين الكاهن الحقيقي ومن اتخذ من الكهنوت مهنة، وخاصة عندما نجد اشخاص غير مهيئين او مؤهلين ذهنياً وروحياً ولاهوتيا لهذه الرتبة المقدسة نقول.
ان الكهنوت بجوهره وحسب رأينا المتواضع ليس مهنة او تصريح للعمل بل هو ضياء عمل الروح القدس في الكاهن لاستنارته وتغذيته لإتمام عمل الرب في الكنيسة، وخدمة الكهنوت خدمة مقدسة وللكاهن سلطة ممنوحة لا من البشر وإرادته بل من الله هبة مجانية لمن دعاهم وانعم بها عليهم في حين ان قبول وتفعيل عمل الكهنوت في نفس الكاهن يبقى اختياري ذاتي طوعي لخدمة الكنيسة خدمة روحية. فهي اكرم واسمى خدمة يقدمها الانسان لأخيه الانسان وبهذا نستطيع ان تقول ان الكاهن هو ممثل المسيح امام المؤمنين لذا فسلطته ليست سلطة سحرية للتسلط على الكنيسة واستغلالهم كسلاطين الارض لان الكهنوت من الاسرار السماوية المعينة من ذات الله المحب، والداعية لخلاص البشر. فكم يجب ان يكون طاهرا هذا الاناء وهذا الهيكل الذي يهيئ ويختار ليحل فيه الروح القدس ومنه يفيض بركة للمؤمنين عاملا على تطهير ذواتهم من كل دنس متمكنا في قيادتهم ليكون لهم راعيا صالحا امينا ساهرا عليهم حسب عطية النعمة الإلهية الموهوبة له والفاعلة في ذاته بقدر ايمانه الشخصي.
لذا فان شخص الكاهن يكون في اذهان الناس مربوطا بالله ومن يحب الله عليه ان يوقر ويحترم الكاهن وبهذا تقع عليه المسؤولية الكبرى امام الله والمؤمنين لحفظ الامانة الموكل عليها اهلاً لها محبا مؤمنا ورعاً مقتدراً مثابراً اميناً في خدمته الكهنوتية الروحية لأنه بحسب سر الكهنوت ينال شخص الكاهن خاصية روحية تؤهله لخدمة الكلمة والأسرار الكنسية. فتصرف الكاهن سلباً كان او ايجاباً في الحالتين ينعكس بدوره على طبيعة تعامل الرعية وتفاعلها ونموها الروحي والاستعداد لتقبل الفكر وعلى تصرفاته وعمق تأثيرها تكون ردود انفعالهم. لذا فعليه ان يكون مثالا ونموذجا يقتدى به في السلوك والأخلاق والتصرف في جميع المجالات، يعمل بضمير حيّ وفكر نير قادر للتميز ورؤية الحقيقة غير مجامل ولا محابب على حساب الحق. بل صارما وحاسما حين يتطلب الأمر قول الحق ومناصرته عاملا بقول الكتاب المقدس "يجب ان يطاع الله لا الناس" فطاعة الله والوثوق بوعوده هي اللبنة الاولى لتهيئة الذات للدخول في حياة القداسة وعليه ان يجاهد في تنميتها وتغذيتها وتربيتها حيث القداسة سلوك يعمل فيه لنكران الأنا للتأهل والاتحاد بالرب روحيا. بها يصبح هيكل الانسان طاهرا نقيا مؤهلا لحلول الروح القدس يثبت في الرب ليثبت الرب فيه ويشعر دوما بان الله (له ومعه وفيه) وتتجلى فيه ثمار الروح القدس حيث جاء في الكتاب المقدس "كونوا قديسين لاني انا قدوس يقول الرب" وفي الممارسة الروحية يقول "اسلكوا سلوكا مقدساً في كل امر مقتدرين بالقدوس الذي دعاكم" (بطرس 1: 15-16) لذا وجب على من ينوي الكهنوتية المقدسة ان تكون له الرغبة والطموح والسعي والمثابرة ملتزما وعاملا بصدق وإخلاص وقوة بأسس ثبوت حياة القداسة التي هي الايمان والرجاء والمحبة بهم يسموا الكيان ويتعالى ويثبت الزائل ناظريه الى الامور غير المنظورة ويغض النظر عن المنظورة منها.
فالقداسة لا تورث ولا تحل بجبة نرتديها او مسميات نسمى بها بل تكتسب بالممارسة وترويض الذات العتيقة وبالجهاد الروحي حيث الرتبة الكهنوتية ليست أبدًا مقياسًا للقداسة، ومن المجحف لمن هم برتبة الاسقفية السامية بطغمها الثلات اتخاذ اسماء ونيل رتب الاباء القديسين الاوائل كل من لا يتحلى ويعمل حسب اخلاقياتهم وروحانياتهم، وهنا ينبغي التميز بين الرتبة المقدسة الممسوحة بالروح القدس العاملة في هيكل طاهر وبين الرتبة المنقوشة على لوح من حجر "حيث من ثمارهم تعرفونهم" يقول الرب. فالنور يخترق الظلام ويبدده ولكن الظلام لا ينبعث منه نورا، والقلوب المتحجرة لا يتخللها الضياء وان كان حالا عليها كاشفا معالمها، والصخرة لا تتشبع بالماء ولا تترطب وان كانت في عمق البحر، والإبليس يبقى ابليسا وان كان في حضرة الله، هذا هو الذي يقسي قلبه حين يسمح لكلمة الرب أن تكون له من التقوى مظهرها، فمهما كانت ابهة الجبة التي يرتديها او الموقع الذي يشغله يبقى حجرا جلموداً فارغا من الروحانيات خاويا لا عطاء له ولا ثمر لديه وصنيعه يكون علقماً. وعليه يحب ابداء الطاعة والاحترام والتعامل بكل ادب ولياقة لشخص يحمل هذه الرتبة المقدسة طالما هو يحفظ جلالة وهيبة وقداسة الكهنوت في شخصه اما شخص الكاهن الذي لا يحافظ عليها فهو ليس عبئا على الكنيسة فحسب بل هو نخر في عظامها ولهؤلاء يقول مار يوحنا ذهبي الفم في كتابه الكهنوت المسيحي "ان شعر احد الكهنة بعدم اهليته حتى بعد سيامته عليه ان لا يتردد عن الاعتذار عن هذه الخدمة السامية" لذا فعلينا حين نرى من هو غير مؤهلا للكهنوت وليس راعيا صالحا ولا ينسحب طواعية ان لا يخال لنا بان هذا هو قدر الكنيسة! وان حسابه يكون في الاخرة! وان ادى الى تدمير الكنيسة روحيا. لان المؤمن ليس خارج معادلة الكنيسة وفي هذا السياق ومن وحي الكتاب يقول قداسة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو (وكان في حينها مطرانا لكركوك) "الكنيسة ليست الاكليروس انما هي جماعة المؤمنين... والمعمدين لهم كهنوتهم الملوكي والبنوي وهم شركاء في الكنيسة وليسو قطيعاً".
ومن هذا المنطلق نقول ما احلى وأجمل كلمة الرب التي نطقت بها شفتاك بدعوتك لوحدة كنيستنا المشرقية يا قداسة ابينا البطريرك منذ اول يوم ارتقيت فيه سدة البطريركية ولتكن هذه الدعوة المباركة بلسما لجراح كنيستنا التي مضت عليها مئات السنين ولجرحها الثاني الذي يربوا على اربعين عاما ولا زلنا ندور في حلقة مفرغة كشعب اسرائيل في الصحراء والذي ليس فيه اي اساسا روحي او اختلاف لاهوتي بل هو مبني على الطائفية والعشائرية المقيتة والتي استغلها النظام السابق واتخذها فرصة لبلبلة وتمزيق وحدة الصف الاشوري، فعسى ان يستلم زمام الامور من يستطيع ان يعود بالسفينة الضالة الى حيث الاسطول. فهذه هي الفرصة الذهبية لوحدة كنيستنا المشرقية ان لم نقل انها فرصة لمن يروم الخروج من عنق الزجاجة والسائرين معه في النفق المظلم الى رحاب المحبة ونور الرب (واللبيب بالاشارة يفهم).
وختاما نقول هذه هي نظرتنا عن الكهنوت وشخص الكاهن وليس كما يدعون بعدم احترامنا للكهنوت، وانما نحن فقط نريد رعاتاً لا رعياناً وكهنة لا كهان ليثبتوا انهم كهنة بالعمل والبرهان ويكفوا عن التهديد وهز البنان والطرد والتحريم والقول المهان، ليبقى كاهننا كاروزاً يركع امام المذبح ورعاً بأمان، لا إماماً وخطيباً هاتفاً الله اكبر مثل سلطان الزمان.
ولنا في الرب الرجاء والعزاء والله مع الصابرين.

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English