سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

 

 

   

 
 

 

من هو الرسول يوحنا؟

الأركذياقون د. خوشابا كوركيس: يوحنا الرسول هو ابن زبدي من بيت صيدا في الجليل. دعاه يسوع مع أخيه يعقوب الذي قتله هيرودس أغريباس الأول ليكونا من تلاميذه (متي 4 : 21، أعمال 12 : 1 ، 2) ويبدو أنه كان على جانب من الغنى لأن أباه كان يملك عدداً من الخدم المأجورين (مرقس 1 : 20)، أما أمه سالومة فقد كانت سيدة فاضلة تقية، وكانت شريكة النساء اللواتي اشترين الحنوط الكثير الثمن لتكفين جسد يسوع. وكانت على الأرجح أخت مريم أم يسوع (يوحنا 19: 25). وقد اتخذ مهنة الصيد حرفة، لأن عادات اليهود كانت تقضي على أولاد الأشراف أن يتعلموا حرفة ما. وكان يوحنا من تلاميذ يوحنا المعمدان ومن تلاميذ يسوع الأولين (مرقس 1: 19 و 20 ومتي 4 : 21 و 22). وكان وأخوه شريكي سمعان في الصيد (لوقا 5 : 10) وكان معروفاً لدى قيافا رئيس الكهنة (يوحنا 18 : 15). وربما كان له بيت في أورشليم (يوحنا 19 : 27). وكان وأخوه حادي الطبع سريعي الانفعال والغضب (مرقس 9: 38) ولوقا 9 : 52 – 56)، فلقبهما يسوع "أبني رعد" أو الغضب (مرقس 3 : 17). وكانا طموحين نزاعين إلى العظمة والمجد. بيد أن هذه النزعة تلاشت فيهما فيما بعد، وأصبحا على استعداد لمجابهة الموت في سبيل المسيح ورسالته (مرقس 10: 35 – 40) ومتي 20 : 20 – 23). وفي قائمة الرسل يذكر يوحنا دائماً بين الأربعة الأولين (متي 10 : 2 ومرقس 3: 14 – 17 ولوقا 6 : 13 – 14).  وكان أحد الرسل الثلاثة، الذين اصطفاهم يسوع ليكونوا رفقاءه الخصوصيين، وهم بطرس ويعقوب ويوحنا. فهؤلاء وحدهم سمح لهم أن يعاينوا اقامة ابنة ياريس (مرقس 5: 37 ولوقا 8: 51)، والتجلي (متي 17: 1 ومرقس 9 :2 ولوقا 9 : 28)، وفي جهاده في جثسيماني (متي 26 : 37 ومرقس 14 : 33). وقد وثق يسوع بيوحنا وأحبه بنوع خاص وذلك يظهر من تسميته له "بالتلميذ الحبيب". فهو وإن لم يذكر اسمه جهراً في البشارة الرابعة من البشائر فانه يتبوأ مكاناً سامياً فيها. وظل يوحنا أميناً لسيده، ملازماً له حتى النهاية. وفي الليلة التي أسلم فيها سيده، تبعه إلى دار رئيس الكهنة، من قرب لا من بعد، كما فعل بطرس. وعند الصليب ظل أميناً، فأخذ من يسوع أجل وديعة، إذ أوصاه بالعناية بأمه. وعندما قصد القبر الفارغ في بكور يوم القيامة كان أول من آمن بقيامة المسيح (يوحنا 20: 1 – 10). ولهذا دعي دون غيره بـ "التلميذ الحبيب".

لقد كان يوحنا من الزمرة القليلة التي بقيت في أورشليم بعد الصعود (أعمال 1: 13) . ونراه مرتين مع بطرس. المرة الأولى عندما صعد الاثنان إلى الهيكل، فشفيا الاعرج (أعمال 3 : 1-4 / 23). والمرة الثانية عندما قصدا السامرة   لتفقد أحوال الكنيسة الناشئة التي كان يشرف عليها فيلبس هناك (أعمال 8 : 14 – 17). وكذلك نعرف أن يوحنا كان أحد أعمدة الكنيسة في أورشليم إلى جانب يعقوب وبطرس، يوم زارها بولس على أثر رحلته التبشيرية الأولى، ويوم بدأت بوادر أول عاصفة من عواصف الاضطهاد تثور ضدها (أعمال 15 : 6 وغلاطية 2 : 9).

ولدينا في العهد الجديد خمسة أسفار نسبت إلى يوحنا وهي : البشارة الرابعة، والرسائل الثلاث، وسفر الرؤيا. ويقول التقليد أن يوحنا نادى بالانجيل في آسيا الصغرى، ولا سيما في أفسس، وبموجب هذا التقليد تكون الكنائس السبع في آسيا الصغرى قد تمتعت برعايته واهتمامه (رؤيا 1 : 11). وقد نفي في الاضطهاد الذي حدث في حكم دوميتيانوس العاهل الروماني الى جزيرة بطمس. وهناك تجلت عليه مناظر الرؤيا وأوحى إليه بكتابتها. وعندما تبوأ " نيرفا" العرش سنة 96 ب م أطلق سراحه، فرجع إلى أفسس. وكان بوليكاربوس، وبابياس، وأغناطيوس من تلاميذه. ويقول ايرينيوس أن يوحنا بقي في أفسس حتى وفاته في حكم تراجان (98 – 117 ب م) ويقول ايرونيموس أنه توفي سنة 98 ب م.

هذا وسوف نأتي إلى الأسفار الخمسة في العهد الجديد والمنسوبة إلى الرسول يوحنا ونتناولها بالتحقيق في وقت لاحق وعلى صفحات مجلتنا الالكترونية الغراء "كاروزوتا".

 

من هو البشير متى

الأركذياقون د. خوشابا كوركيس: كان متي عشاراً (متي 10 : 3) وهو ابن حلفي (مرقس 2 : 14) إلتقى به يسوع في كفر ناحوم فدعاه: "ومضى يسوع من هناك، فرأى رجلاً جالساً في بيت الجباية أسمه متي، فقال له يسوع أتبعني، فقام وتبعه" (متي 9 : 9).

وهذا الجابي يدعى لاوي عند مرقس (2 : 14) وفي أنجيل لوقا (5 : 27) فأعتقد بعض الأقدمين بوجود شخصين مختلفين، وهكذا قال أوريجين من القدماء، ولا يزال بعض المفسرين يرون رأيه. لكن الأرجح أن النصوص الثلاثة تشير إلى شخص واحد نظراً لسياق الكلام وتطابق الرواية. ففي النصوص الثلاثة تتم دعوة الرجل بعد شفاء المقعد، ويتبعها عشاء في بيت العشار المهتدي يتخلله نقاش وأسئلة يطرحها الفريسيون وتلاميذ يوحنا المعمدان.

ومن المرجح أن أسم الرسول الأصلي هو لاوي، ويقول أيشوعداد المزوري أن الرسول غير أسمه على أثر دعوته، إذ رأى العشار ورفاقه الجدد عظم النعمة التي منحها المسيح لهم بدعوتهم، لأن أسم متي تفسيره "عطية الله"، ويؤيد تغيير الأسم في سياق الكلام إذ يقول أن الجابي "يسمى" متي، مما يحملنا على الاعتقاد بأن أسمه الأصلي لم يكن هكذا.

دعوته من قبل المسيح سنحت له فرصة جمع عدد كبير من أصدقائه: "وبينما يسوع يأكل في بيت متي، جاء كثير من جباة الضرائب والجاطئين وجلسوا مع يسوع وتلاميذه. ورأى بعض الفريسيين ذلك، فقالوا لتلاميذه: لماذا يأكل معلمكم مع جباة الضرائب والخاطئين؟ فسمع يسوع كلامهم، فأجاب: لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المرضى، فاذهبوا وتعلموا معنى هذه الآية: أريد رحمة لا ذبيحة. وما جئت لأدعو الصالحين إلى التوبة، بل الخاطئين" (متي 9 : 10 – 13). كان متي يدرك أن دعوته لم تكن إلا فعل رحمة من يسوع، فهو يعرف قدر نفسه، أنه إنسان خاطيء ويمارس عملاً يلعنه الفريسيون علناً. وبالرغم من ظاهر اللامبالاة، فأن لاوي – متي كان يشعر في أعماقه أنه خاطيء، وكان هذا الشعور يزداد ويتعمق في داخله. فلما دعاه يسوع، كانت الدعوة تحرراً وانطلاقاً ولذلك لم يتردد برهة بل تجاوب حالاً.

إن تلميح بطرس بقوله عن الأثني عشر: "ونحن فينا رجال رافقونا طوال المدة التي قضاها الرب يسوع بيننا، منذ أن عمده يوحنا إلى يوم أرتفع عنا" (أعمال 1 : 21 – 22) يدعونا إلى التفكير، فهل كان متي واحداً من أولئك العشارين الكثيرين الذين هرعوا إلى الأردن بحثاً عن التبرير؟ "وجاء بعض العشارين ليتعمدوا، فقالوا له: يا معلم، ماذا نعمل؟ فقال لهم: لا تجمعوا من الضرائب أكثر مما فرض لكم" (لوقا 3 : 12 – 13). وبالحقيقة "جاء يوحنا المعمدان سالكاً طريق الحق فما آمنتم به وآمن به جباة الضرائب والزواني" (متي 21 : 32). ليس بإمكاننا أن نؤكد إذا كان متي قد تتلمذ على يوحنا المعمدان أم لا، ونستطيع إفتراض ذلك لا غير، مع العلم أنه تجاوب في الحال مع دعوة يسوع على مثال بطرس وإندراوس ويعقوب ويوحنا. ويمكننا أن نتصور بأنه كالأربعة المذكورين كان مطلعاً على شهادة المعمدان ليسوع، وهو كالأربعة الآخرين مكث قليلاً عند الأردن وعاد إلى عمله منتظراً ظهور المسيح.

عندما إلتحق متي بيسوع لم يصبح مسؤولاً عن صندوق التلاميذ المشترك، رغم كونه أكثرهم خبرة في الشؤون المالية، بل كان يهوذا يقوم بهذا العمل (يوحنا 12 : 6) وبالتأكيد أن متي رفض رفضاً باتاً الاهتمام بالمال بعد أن أصبح ملكوت الله شغله الشاغل. لكن مهنته القديمة كانت قد تركت بصماتها في طبيعته، فهو يعرف قيمة المال، وإذا تحدث عن هذا الموضوع فلأنه خبير فيه، وأنجليه يشهد على ذلك، وسوف نتطرق إلى المشاكل المحيطة بانجيل متي، ورغم أن النص اليوناني للانجيل كتبه أحد أفراد الجماعة المنتمية إلى متي، فيظهر أن هذا الشخص أولى النصوص التي تتكلم عن المال اهتماماً خاصاً أكثر مما نلاحظه في أنجيلي مرقس ويوحنا.

الملاحظة الأولى نجدها في نقاش الفريسيين بخصوص تأدية الجزية لقيصر. فينقل لنا مرقس (12 : 25) قول يسوع: "هاتوا ديناراً لأراه" فاتوه به، أي بالدينار، وينقل لوقا (20 : 24) تفاصيل الحادث، وقول المسيح: "أروني ديناراً"، لكن متي (22 : 19) يكتب ما نصه: "أروني نقد الجزية" فأتوه بالدينار، فالموضوع عند متي ليس أي دينار، بل "نقد الجزية بالذات" وهو الدينار.

الملاحظة الثانية نجدها في النص الخاص بدفع ضريبة الهيكل التي أداها يسوع عن نفسه وبطرس، فهذا المشهد لم يذكره غير متي (17 : 24 – 27).

ومتي هو الوحيد بين الانجيليين يذكر مثل الكنز الدفين في الحقل (متي 13: 44). ومثل التاجر الذي يقتني اللؤلؤ الثمين (متي 13 : 45 – 46). وهو الوحيد أيضاً في الكلام عن العبد الذي يؤدي الحساب للملك إذ كان يطلبه عشرة آلاف بدرة متي (18 : 23 – 35).

والعمال المتفقين على العمل بدينار واحد في اليوم (متي 20 : 1 – 16). والوزنات التي وزعها صاحب المال على عبيده فأعطى لواحد خمس وزنات وللآخر وزنتين وللثالث وزنة واحدة. فكل الأشخاص الذين نلقاهم في هذه الأمثال نراهم يهتمون بالمال وبيحثون عن الكسب ثم يؤدون حساباً، بل نجد جملة صغيرة في مثل الوزنات لها دلالتها العميقة، إذ نسمع صاحب المال يقرع العبد الثالث قائلاً: "كان عليك أن تضع مالي عند الصيارفة، وكنت في عودتي أسترده مع الفائدة" (متي 25: 14 – 30). متي إذاً كان يعرف قيمة المال وطرق التصرف به، ولذلك كان يعير انتباهه إلى الملاحظات الخاصة بهذا الموضوع عندما كانت تصدر من يسوع. وليس بين الانجيليين من هو أكثر دقة من متي في أمور المال، فهو الوحيد الذي يستعمل الالفاظ الصحيحة بهذا المجال: الدرهم (متي 17 : 24)، الأستار (متي 17 : 27)، ونقد الجزية (متي 22 : 19) وهو يذكر عشر أنواع من النقود، بينما يذكر مرقس خمسة ولوقا ستة.

ولكي تكون لنا فكرة عن شخصية كاتب انجيل متي "كنموذج الانسان" نعود إلى كتاب الأستاذ أ كوروس وما يقوله في تحليل شخصية متي: "أن مؤلف انجيل متي هو إنسان دقيق جداً، وذهنيته واقعية، يضع دائماً حداً فاصلاً بينه وبين موضوعه، بارد الطبع. وهو نشيط في عمله، فقد جمع معلومات كثيرة واهتم بتنظيمها بدقة، لا يظهر نفسه حساساً، أي لا يتأثر بأي شيء ولا يقتنع بسهولة ولا يعمل تلقائياً، بل يتحرك بحذر بعد أن يعد نفسه للعمل. ومختصر القول: أنه أقرب إلى الطبع البارد، نشط وعنيد ومثابر بنظام ودقة. أنه من صنف أؤلئك الرجال الذين تلقاهم عادة في دوائر تحرير العقود أو ضريبة الدخل أو المصارف. "نكتفي هنا بهذا، وإذا سنحت الفرصة لنا لنعود مرة أخرى إلى متي، ونتكلم عن:-

متي في التقليد. 

أصل انجيل متي.

موقف المساندين لوجود انجيل متي الآرامي.

موقف الرافضين لوجود انجيل متي الآرامي.

الكتب المنحولة المنسوبة إلى متي، مثل أصل الطوباوية مريم العذراء وطفولة المخلص، المنحول.

وكتاب أعمال متي المنحول.

 

لماذا خلقنا الله؟

الأركذياقون د. خوشابا كوركيس: يقول الله على لسان نبييه داود المرنم "أيها الرب، كنت لنا ملجأ جيلاً فجيلاً. من قبل أن ولدت الجبال، وكونت الأرض والدنيا من الأزل وللأبد أنت الرب" [1]

ويقول ولده سليمان الحكيم في كتاب الأمثال "قبل أن غرست الجبال وقبل التلال ولدت، إذ لم يكن قد صنع الأرض والحقول وأول عناصر العالم"[2]

يظهر من الآيتين الآنفتي الذكر أن الخطة الأبدية لخلق الكون (الحالي والمستقبل)، والإنسان والتاريخ الماضي والحاضر والمستقبل، كانت موجودة في فكر الله. بالرغم من وجود بداية زمنية لخلق آدم والمخلوقات الأخرى، إلا أن خلقها في فكر الله ليس له بداية. لكي لا نعتقد بأن هناك أي تغيير يطرأ لفكر الله عندما بدأ بخلق الكون، بل أن كل شيء خلق ويخلق في المستقبل والسماء والأرض الجديدة، موجود في فكر الله غير المتغيير. كما أن الوليد المحبول به في رحم أمه، لا يعرف الأم التي تحمله ولا يشعر بوالده الذي كان سبب الحبل به، هكذا أيضاً آدم عندما كان في فكر الله الخالق كان لا يدركه، إلى أن ولد فعرف نفسه أنه مخلوق ولم يبقى عند هذه المعرفة إلا ست ساعات وطرأ عليه تغيير، حيث تغير من المعرفة إلى عدم المعرفة، ومن الخير إلى الشر. لذلك كانت صورة آدم في فكر الله قبل أن يخلق الكون كما يقول المزمور أعلاه. لذلك فأن آدم أقدم من الجبال والمخلوقات الأخرى من حيث وجوده في فكر الله، لكن الجبال والمخلوقات الأخرى قبله من حيث الولادة [3].

لا يهتم العهد القديم بالخلق بغية إرضاء حب إستطلاع الإنسان لحل مشكلة أصل العالم، فهو يرى فيه قبل كل شيء نقطة إنطلاق لقصد الله ولتاريخ الخلاص، وأول أعمال الله العظيمة التي تمتد سلسلتها في تاريخ إسرائيل. وهناك علاقة بين القوة الخالقة والهيمنة على التاريخ فبصفته خالق العالم وسيده، يستطيع الله أن يختار نبوخذنصر (إرميا 27 : 4 – 7) أو كورش (إشعيا 45 : 12 – 13) لتحقيق مقاصده في هذا العالم.

لا تتم الأحداث إلا بأمره تعالى، فهو، بكل معنى الكلمة، يخلقها (إشعيا 48 : 6 – 7). وهذا ينطبق بصورة خاصة على الأحداث البارزة التي حددت مجرى مصير إسرائيل، مثل إختيار شعب الله الذي خلقه الرب وهديه (إشعيا 43 : 1 – 7 )، والخلاص الذي قدمه له في الخروج من أرض مصر (راجع 43: 16 – 19). ولهذا يضم أصحاب المزامير هذه الأحداث، في تأملاتهم في التاريخ المقدس، إلى عجائب الخلق، ليرسموا بها صورة كاملة لمعجزات الله (مزمور 135: 5 – 12 ، 136 : 4 – 26). وإذ يدخل فعل الخلق في مثل هذا الإطار، فهو ينتقى تماماً من التنصورات الآسطورية التي كانت تشوهه في الشرق القديم. ومنذئذ، يستطيع المؤلفون الملهمون، لكي يكسوه ثوباً شعرياً، أن يستعينوا بدون خزف، بصور الأساطير القديمة التي قد فقدت قدرتها على الأذى. فيصبح الخالق بطلاً في معركة رهيبة ضد الوحوش التي تمثل الخواء: "رهب أو لاوياثان" فقد سحق الله (مزمور 89 : 11) هذه الوحوش، وطعنها (إشعيا 51 : 9 ، أيوب 26 : 13) وهمشها (مزمور 74 : 13) لم يدمرها نهائياً بل تركها غافية (أيوب 3 : 8) ، مقيدة (أيوب 7 : 12 ، 9 : 13). مبعدة في البحار (مزمور 104 : 26)، وكان الخلق لله بمثابة النصر الأول. وفي التاريخ، تمتد سلسلة المعارك التي قد تصفها الصور نفسها: ألا يتضمن الخروج نصراً جديداً على وحش الغمر العظيم (إشعيا 51 : 10)؟ وهكذا نجد دائماً، عن طريق الرموز، تمثل الأحداث التاريخية العجيبة ذاتها لعمل الله الأصلي الأعظم.

قد يكون معنى "الخلق" كل المخلوقات (رومية 8 : 19)، أو فعل الخلق ذاته (مرقس 10 : 6) ومعنى الخلق هو إبداع الأشياء التي لم يكن لها وجود. والفاعل في الفعل "خلق" هو الله دائماً. فالله خلق السموات والأرض. (تك 1 : 1) والحياة المائية والهوائية (عدد 21) والإنسان (عدد 27)، والكواكب (إشعيا 40 : 26).  والريح (عاموس 4 : 13) وهو الذي خلق القلب النقي الطاهر (مزمور 51 : 10). والرب أمر فخلقت السموات بكل أجنادها وملائكتها، والشمس والقمر والنجوم والمياه التي فوق السموات (مزمور 148 : 5) لقد تكلم فصنع كل شيء، وهو القدير العزيز الحكيم. عليه تتوقف حياة كل المخلوقات، وبيده يرعاها ويصونها، وإختفاء وجهه عنها يهلكها، ونسمته المبدعة تجدد الحياة على الأرض (مزمور 104 : 27 – 30). وقد خلق الله العالمين "بالكلمة" الذي هو "الأبن" (يوحنا 1 : 3 وأفسس 3 : 9 وكولوسي 1 : 16 وعبرانيين 1 : 2). وتنقسم قصة الخليقة إلى جزئين، يكمل أحدهم الآخر. ففي الجزء الأول (تك 1 : 1 – 2 :3) يستعمل اسم الجلالة "الله". وفي الثاني (تك 2 : 4 – 25)  "الرب الإله" يشير الجزء الأول إلى خليقة كل الكون، أما الثاني فإلى خليقة الإنسان، وهو فاتحة قصة سقوط الإنسان وفدائه. وفي سائر الأحوال، الله هو المسيطر على شؤون العالم والبشر، وكل الأشياء مرتبة بحكمة، وتهدف إلى قصد حكيم في الكون ونحو الإنسان.

أما الأيام الستة فتشير إلى ستة أعمال في مدد إلهية تنتهي بالراحة الإلهية (تك 2 : 2 - 3) وكان العمل الأول خلق النور المنتشر، والعمل الثاني تنظيم للسموات، وفصلها عن سطح الأرض بواسطة الجلد. والعمل الثالث فصل المياه عن اليابسة وخلق النبات. والعمل الرابع إظهار نور الشمس والكواكب عن طريق تكسير الأبخرة. والعمل الخامس خلق الحياة الحيوانية الدنيا في الماء والهواء. والعمل السادس خلق الحيوانات البرية والإنسان الذي خلق على صورة الله. وفي اليوم السابع استراح الله من عمله وبدأ يمارس وظيفة "الحارس" المدبر فبارك ما خلقه، وعين للإنسان يوم راحة في الاسبوع لخير النفس والجسد.

ويعتقد بعض المفسرين أن لفظة "يوم" لا تعتبر بالضرورة مدة أربع وعشرين ساعة، ويقولون أنها بالأرجح تشير إلى مدة جيولوجية طويلة الأمد. ولتأييد رأيهم يقولون أنه كثيراً ما استعملت لفظة "يوم" في الكتاب المقدس للدلالة على مدة أكثر من يوم شمسي، كيوم الأشرار، ويوم النقمة، ويوم الدينونة، ويوم الخلاص وألف سنة في عيني الرب كيوم واحد (مزمور 90 : 4 و 2 بطرس 3 : 8).

ومما هو جدير بالذكر في فهم قصة الخلق كما وردت في سفر التكوين هو أن الله خلق الكون ولم يتركه لذاته ولشأنه كما يزعم بعض الفلاسفة. أن قوته لا زالت عاملة في الكون خالقة مسيرة وحافظة. ثم أن الكتاب المقدس يعلمنا شيئاً آخر من عمل الله في الخلق، فمكانة الله في الخلق وفق تعليم الكتاب المقدس تختلف عن فكرة أرسطوطاليس الذي يتحدث عن العلة الأولى، وكأن لا اتصال بين الله وبين الخليقة سوى عن طريق سلسلة من العلل والمعلولات. فإن الكون وما فيه من صنع الباري اليوم كما كان يوم أبدعه أولاً. فهو الكل وفي الكل كما يناقض تعليم أرسطوطاليس عن أزلية المادة إذ أن الكتاب المقدس يعلمنا بأن للمادة بداية. ثم أن الكتاب المقدس في تعليمه عن الخلق يناقض الحلوليين الذين لا يفرقون بين الخالق وخليقته بل يمزجون بينهما فالله ليس الخليقة وليست الخليقة الله. وقد خلق العالم بمحض حريته لا كما يقول الغنوسيون بأن الخلق عبارة عن إنبثاق من الله يشبه التوالد الذاتي، فصدر عنه كضرورة لا محيص منها. أنه مبدع الكائنات وهي في وجودها وسيرها وبقائها وانتظامها تعتمد عليه بما أنه الخالق والمسير والحافظ والمدبر لها ولكل ما يتصل بها.

ومع أن مهمة الكنيسة هي أن تعلمنا عن مكانة الله في الخلق والخليقة إلا أن ما تعلمنا إياه لا يتناقض مع العلم الصحيح الذي ثبتت صحته من غير شك.

ويظهر لنا الله في سفر التكوين "شخصاً" لا مجرد قوة كما يزعم البعض، ويتمثل لنا عاملاً في خلق العالم وكل ما فيه من لا شيء. واسمى أعمال الله في الخلق هو الإنسان ذروة الخليقة، والذي خلقه من فرط محبته له، وهو يعمل في الكون وفق نواميس وشرائع ثابتة، وإيماننا بالله يتسامى فوق كل الفروض والنظريات العلمية. وتؤيد لنا القصة أن الخليقة لم تكن وليدة الصدفة، بل من تدبير إله حكيم، مدبر عاقل، قادر على كل شيء يتكلم فيطيعه الخلق. وقد ثبت لدى العلماء أن بعض قصة الخليقة كما جاءت في سفر التكوين وردت أيضاً في الآثار الآشورية في لوحات من فخار. ولكن القصة الآشورية مضطربة ومفككة، حافلة بأساطير الأقدمين يصعب فهم معانيها في كثير من المواضع. أما قصة سفر التكوين فمسلسلة ومرتبة ترتيباً محكماً. فضلاً عن هذا فإن القصة الآشورية تذكر عديداً من الآلهة، أما قصة التكوين فتحدثنا عن إله واحد، هو خالق السموات والأرض، ورب العالمين.

[1] مزمور 90 .

[2] أمثال 8 : 25

[3] كتاب النحلة لمار شليمون أسقف البصرة وفرات ميشان .

 

 
الإنجيل هو كالسيد المسيح، أي بصورته الالهيه والانسانية. وهذا يعني انه مكتوب بلغة الانسان، مأخوذ من واقع التاريخ الانساني وله تأثيره على البشرية. فكانت مبادرة الله لبيان عن نفسه وحبه للانسان من خلال ممارسة ومزاولة قوة كلمته الالهية والسماوية التي تساعد الانسان لقبول الله في حياته.
الإنجيل خالي من أي خطاء او عيب وانه يقوم بدور الوسيط لمساعدة الانسان لفهم حقيقة الله التي تجلت فقط للخلاص البشري.
الذي يتبع المسيح ويقبل كلامه يتغير داخليا ويكون في صراع داخلي مع قوانين المجتمع ومع نفسه ايضاً، أي تفكيره وتقييمه القديم للأمور. ولهذا السبب قد يتطلب اتباع الرب يسوع الكثير من الجهد لمقاومة المجتمع والذات. كما قال الرب يسوع المسيح باننا نكون في العالم ولكن لسنا من العالم.
ماهو تعليم الكتاب المقدس عن الحلف (القسم)؟
مذكور في الموعظة على الجبل (متى 5 :33 ـ37 ).
الكتاب المقدس يفرق بين الحب الالهي والحب البشري وفي الوقت نفسه يجد علاقة عميقة بينهما. الكتاب المقدس بأكمله عبارة عن رسالة حب للبشرية. "لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد"...(يوحنا3 :16) و "اعطيكم وصية جديدة هي ان تحبوا بعضكم بعض"... (يوحنا13 : 34 ).
الحياة الجنسية هي ضمن خطة الله في الخلق ولكن قد تصبح هدف للخطية التي هي ضد إرادة الله. البيئة الصالحة في أداء الحياة الجنسية يكون فقط ضمن إطار الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة. للكتاب المقدس نظرته الجدّية في الكثير من خطايا الزنى التي تحصل باستخدام الجسد الذي هو "هيكل للروح القدس".
كلا.. ولكن هناك من لا يفرّق بين تعاليم الإنجيل وبين ثقافة وحضارة المجتمع الذي ظهر الانجيل فيه.
لا يوصف الشرير في الكتاب المقدس بصورة جازمة سوى أنه يركز منذ بدايته حتى نهايته على انه سقط عن مجموعة الملائكة بعد عصيانه لوصايا الله (اشعياء14 :12). بعد ذلك يذكر الكتاب المقدس بأنه اصبح عدو الله وآخذاً أسماء وأشكال مختلفة ومشئيته الشريرة هي في الإيقاع بالبشرية في شباك الخطيئة.
الإجابة عن الاسئلة الكثيرة للجنس والمعايشة الجنسية مذكورة سلفاً في السؤال عن الحياة الجنسية. المعاشرة الجنسية هي هبة الله المصحوبة بالسعادة والبركة المعطاة للجنس البشري. ولكن سوء استخدامها اوقع البشرية في الخطية، التي هي ضد ارادة الله.
لذلك يتناول السيد المسيح لتلاميذه ماهية خطة الخالق في جعل الإنسان منذ البدء ذكراً وانثى. في قوله "يترك الرجل اباه وامه ويتحد بزوجته، فيصير الاثنان جسداً واحداً؟ فليس فيما بعد اثنين، بل جسد واحد، ما جمعه الله لا يفرقه انسان" (متى 19 :1 ـ11).
هذا الاتحاد بين الرجل والمرأة اصبح له مفاهيمه المختلفة في كل الاوقات والمجتمعات. فنحن لا نستطيع ان نقول بان هذه المفاهيم في بعض المجتمعات هي اقرب من غيرها لمفهوم الكتاب المقدس، لكن من الممكن القول بأن الزواج هو ذلك الترتيب الخاص بالحب الذي يعطي قالب الحب الإبدي للرجل والمرأة الممكن تطويره وتعميقه.
يتسائل المرء عن المفاهيم المختلفة لوصف الجحيم في الكتاب المقدس. هذا السؤال عميق وواسع ولا نستطيع الاجابة عنه فقط بالشرح في عدة أسطر. يتحدث الرب يسوع مرات عديدة عن الجحيم ولكن لا نعلم كيف ومن سينتهئ به الأمر إلى هناك. في إحدى المرات يسأل احد تلاميذه " ياسيد أقليل عدد الذين سيخلصون؟" ، ولكنه قال للجميع "ابذلو الجهد للدخول من الباب الضيق" (لوقا 13 :23 ـ24 ). وبذكر الجحيم أراد الرب أن نتجنبها وليس التفكير بنهاية المطاف فيها. المرء يستطيع فقط وباختصار التذكير بأن كل الأقاويل والأساطير حول الجحيم هي بعيدة كل البعد عن خطة الله في الخلاص "فهو يريد لجميع الناس ان يخلصوا" ( 1 تيموثاوس 2 :4 ). " عندما يتم اخضاع كل شي للابن، فان الابن نفسه سيخضع للذي أخضع له كل شيء، لكي يكون الله كل شيء وفي كل شيء" (15 :28 ). "لكي تنحني سجوداً لاسم يسوع كل ركبة سواء في السماء أم على الارض أم تحت الارض" (فيلبي 2 :10 ). "وأن يصالح به كل شي مع نفسه" (كولسي1 :20 ).
الفرق واضح بين العهدين، على سبيل المثال ان العهد القديم أكبر واقدم بثلاث مرات من العهد الجديد. لكن انا اعتقد بانك تقصد الاختلاف بالمضمون والرسالة. وفي هذا الشى لايوجد اختلاف كبير فكلا العهدين يتضمنون الوصف التاريخي، الفرق هو بان العهد القديم يشمل 3000 سنة، بينما العهد الجديد يكتفي فقط بسرد أحداث فترة 60 سنة منذ ولادة الرب يسوع (البشائر الاربعة) إلى وقت بولص في روما. يحتوي ايضا العهد القديم الكثير من كتب الأنبياء التي تتناول مجيء المسيح الذي تم وتحقق في العهد الجديد. الكتاب المقدس مجزء أو مقسم الى قسمين رئيسين، الأول يتحدث عن شريعة الله وقوانينه وهذا ما نجده في الأسفار الخمسة الأولى (كتب موسى). أما الجزء الثاني فيتحدث عن الكرازة (البشرى السارة) والتي تتضمن خلاص البشرية بفداء الرب يسوع المسيح، انظر(يوحنا1 :17).
في موعظة الرب على الجبل (متى5: 17ـ20) يتحدث الرب عن العلاقة بين العهدين ويقول: "لا تظنوا أني جئت لألغي الشريعة أو الأنبياء. ماجئت لألغي بل لأكمل. ثم يكمل تعميقه في تفسير شريعة الله منطلقاً بطرح رسالته بتباين مع ما هو موجود في العهد القديم "سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن، اما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر بمثله. وسمعتم انه قيل. تحب قريبك وتبغض عدوك. اما انا اقول احبوا اعداءكم وباركوا لاعينيكم واحسنوا معاملة الذين يبغضونكم." انظر( متى5 :21 ـ48 ).
في الحقيقة لا يوجد تناقض بين العهدين، وانما خطة الله منذ البدء هي خلاص البشرية الذي تم بمجيء المسيح وموته على الصليب من اجل خطاينا في العهد الجديد إنطلاقاً من قوانين وشرائع العهد القديم.
انك تتساءل اذا كان باستطاعتنا العيش حسب كلام الرب يسوع في (متى5: 39 ) من لطمك على خدك الايمن فادر له الاخر وهل هناك حد للمسامحة في معاملة الاخرين لنا. لكي نفهم هذه الحقيقة علينا ان نرى كيف عاش المسيح والشي المهم الذي قصده السيد المسيح، هو اننا لا ندع الشر يغلبنا بل نغلب الشر بالخير في (روما12 :21 ). وهذا الذي بعينه عاشه المسيح بشكل واضح عند تسليمه ومحاكمته في (متى26 :67 ـ68). فبصقوا في وجهه وضربوه قائلين "تنبأ لنا ايها المسيح من ضربك". وعند الصليب حين قال في "ياابي، اغفرلهم، لانهم لايدرون ما يفعلون" (لوقا23 :34 ). لقد عاش الرب كما علمنا ولكن من الذي له المقدرة على عمل ذلك. فهذا التعليم هو بعينه في الموعظة على الجبل عندما قال الرب "احبوا اعداءكم وباركوا لاعنيكم واحسنوا معاملة الذين يسيئون اليكم ويضطهدونكم" (متى5 :44). فكما فعل الرب يسوع ليظهر مقدار حبه لنا الذي لاحدود له هكذا وجب ان يكون تعاملنا مع الآخر رغم صعوبة فهم الآخر بالنسبة لعقولنا البشرية.
مريم كانت مع الرسل مجتمعة في يوم الخمسين يوم قبول الروح القدس (اعمال الرسل1 :14). ومريم كانت تداوم على الصلاة بقلب واحد مع التلاميذ في اورشليم وحسب (يوحنا19 :26 ـ27 ) "فلما رأى يسوع أمه، والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً بالقرب منها. قال لأمه ايتها المرأة هذا ابنك ثم قال للتلميذ هذه أمك. ومنذ ذلك الحين أخذها التلميذ الى بيته. اما يوسف فكان أكبر سناً من مريم وقد توفي بالتأكيد قبل موت الرب يسوع والا فما كان ليسوع ان يترك امه أمانة عند يوحنا. يذكر تقليد قديم بان يوحنا بعد قبوله االروح القدس، انتقل لمدينة افسس التي هي تركيا الحالية. وأنه الوحيد من بين التلاميذ الذي لم يستشهد انظر (يوحنا23 :20 ـ21). وهكذا يتبين بانه أخذ مريم عنده وعاشت في افسس هي ايضا حتى مماتها. وبالقرب من مدينة افسس نستطيع ان نزور المنزل الحجري الذي عاشت فيه مريم والذي يعود طرازه الى عصر المسيح.
للإجابة على هذا السؤال يجب قراءة الأناجيل الأربعة حيث يوجد الكثير من الأحداث عن حديث المسيح مع بعض النساء أو عن إيمانهم ومنهم نذكر في(لوقا7) المرأة الخاطئة في بيت سمعان التي غُفرت خطاياها الكثيرة لانها أحبت كثيراً، الحديث مع المرأة السامرية عند بئر الماء في (يوحنا4)، الزانية التي لم تُحاكم على فعلتها في (يوحنا 8)، مريم ومرتا اللتان استقبلا المسيح في بيتهن في (لوقا 15)، وهي مرتا نفسها التي سمعت قول المسيح عندما قال "أنا هو القيامة والحياة" في(يوحنا11). أما في (يوحنا 4 :27) فيركز الإنجيل على موقف يسوع الغير متوقع "دهشوا لما رأوه يحادث امرأة" كما يذكر الإنجيل بأن النساء كنا من اتباع يسوع المخلصين والمؤمنين وقد كُنّ وحدهن الباقيات عند الصليب حين كان أغلب التلاميذ قد هربوا. والنساء كُنّ من الأوائل الذين رأوا القبر فارغاً.
يتضح هنا أن المسيح يساوي الرجل بالمرأة فيما يخص القيمة الإنسانية، ولم يفرق بينهما، إلا فيما يخص توزيع المهام التبشيرية، حيث أن يسوع لم يختر النساء كرسل للتبشير لمعرفته المسبقة بأن هذا لم يكن ليلقى تأييداً.
انت بالتاكيد قرأت عن الموعظة على الجبل (متى 5 :25 ـ30)، فاذا كانت عينك اليِمن فخا لك، فاقلعها وارمها عنك، وان كانت يدك اليمن فخا لك، فاقطعها وارمها عنك. والمقصود من الموعضة ليس معناها الحرفي كما يظن البعض. على سبيل المثال كان شاب في مقبل العمر قد فقد جزء من قدمه بسبب إصابته بمرض السرطان، وكان امامه خيار واحد وهو العيش بقدم اصطناعي ففعل ذلك. بالطبع قد لا يكون سهلا التضحية باي جزء من أجزاء الجسم ولكن قد يكون هذا الخيار الأنسب امام مشاكل الحياة الصعبة، وهنا يقصد بأن الشاب استطاع انقاذ جسده من الفناء كما يريد الرب انقاذ حياتنا الروحية من الفناء في الابدية، والمثل الذي اعطاه كان يقصد به بان العين او اليد قد يكونا السبب في السقوط في الخطيئة عن طريق الشهوة او السرقة، وكي يحاول المرء إنقاذ النفس من موت الخطيئة وجب تهذيب تلك العين أو تلك اليد كي لا تعاود فعل الخطيئة وبهذا يكون هذا العضو أو ذاك قد قلع أو بتر رمزياً ليحى الجسد بأكمله أي هيكل الروح القدس. لنعود الى الوصية الاولى من وصايا الرب بان لا يكون لنا اله غيره فعند سقوطنا في التجربة نحول النظر عن الله، فيكون المال او الشهوة الاله الاول في حياتنا. وهذا الذي لا يريد سيدنا الوقوع فيه. 
آبا كما أعرف، وهذة كلمة آرامية وتعني أب، والمسيح استعمل هذة الكلمة عندما كان يصلي الى آباه. وهذا ليس اسماً وانما تعبير عن الآب. الاسم الوحيد لالله في العهد الجديد هو يسوع المسيح. هو الاله والقريب للآب في (يوحنا1 :18) "ما من أحد رأى الله قط. ولكن الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو الذي كشف عنه". لقد أخذ الاب اسم الابن فقط عندما تجسد وصار انسانا لكي نفرقه عن الله الآب وهذا لا يعني بانه أصبح شخص ثانٍ وانما الاثنان في واحد إلى الأبد. يسوع المسيح دعى الله الآب لانه الآب وهو خالق الكل وهذا ليس اسماً وانما تعبيراً.
السؤال مهم جداً. فالصلاة لها دورها الكبير في الشفاء إن كان المرض مستعصياً أو بسيطاً. وكانت لي الخبرة الشخصية في هذا الموضوع حيث في أحيان كثيرة كنّا نصلي عوض المريض وتكون الصلاة غير مسموعة. وهذا يتطلب التأمل الجدّي والعميق الذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى التساءل إن كان المريض غير مؤمن ولا يستحق الشفاء؟ أو أنه قد أخطأ في حياته، وهذا هو عقابه في أن يتألم؟ وإلى ما شابه من هذا النوع من الاسئلة. ولكن في الحقيقة نحن لا نملك الجواب لكل شيء، فقط الآب هو من له المشيئة، والقادر على الإجابة عن مثل هكذا تساؤلات بطريقته وسلطته وحبه الكبير لنا وبنظرته التي هي دوماً تكون أعمق للأمور مقارنة بنظرتنا السطحية وبهذا لا نعني بان الله هو واهب المرض وانما يسمح به فقط لكي نقتني منه درساً او نتقدس من خلال هذة التجربة الصعبة. حيث أينما يكون الألم كبيراً وعميق يكون قرب الله إلينا أعمق وأكبر.
ولخلاصة ما أوردناه نقول أنه عند إصابة أحدنا بمرض ما، واجبنا الأول هو الصلاة الى الله لشفاء المريض. وإن لم يكن لنا ذلك، نعلم بأنه درس لنا وأننا نتألم لأجل الآخر (كولسي1 :24).
كمسيحيين يجب أن لا نؤمن بالقضاء والقدر، لانه اذا سلمنا حياتنا للقضاء والقدر بهذا لا نستطيع التحكم بأصغر الأمور في حياتنا وهذا يجعل الحياة بدون معنى.
كانت تعيش بقربنا إحدى الجارات التي كانت تدع ابنها الصغير يلعب في طريق تزدحم فيه حركة مرور السيارات وكنا دائماً نحن الجيران نحذرها من ان تدع الطفل يلعب بدون حذر، وكانت إجابة المرأة "اذا كان مقدر ان يحدث شى فسوف يحدث وانا لا استطيع ان امنع ذلك". وهذا الجواب يؤكد انها كانت تومن بالقضاء والقدر. وانا واثق بانه ليس هناك الكثير ممن يتفقون مع المرأة. فنحن في المسيحية نؤمن بان الله الآن له السلطة على حياتنا وهو برغم ذلك لا يجبرنا على شىء وانما يترك الخيار امامنا في أن نختار الافضل في حياتنا عن طريق الصلاة اليه وطلب المعرفة منه.
سعيد بهذا السؤال لانه يعطينا الأمل الكبير الذي اعطانا اياه السيد المسيح من خلال قيامته من الأموات والعيش مع الآب في الحياة الابدية.
ماذا يقول الكتاب المقدس عن هذا الشىء؟
القيامة هي التحول. تحول الى اجساد جديدة. هكذا مكتوب عن المسيح، عند قيامته من الاموات أخذ جسداً جديداً مغاير للذي كان له، حيث استطاع الدخول بينما الأبواب مغلقة والظهور والاختفاء عن التلاميذ متى شاء. ونفس الجسد نتخذ لاجسادنا لانه مكتوب في (يوحنا الاولى3 :2) بانه نأخذ جسدنا كجسد المسيح. والرسول بولس يتحدث عن القيامة والتحول في (كورنثوس الاولى 15). هكذا الحال فبقيامة الأموات يُزرع الجسد مُنحلا. ويُقام غير مُنحل، يُزرع مهانا ويُقام ممجداً، يُزرع ضعيفاً ويُقام قوياً... فهل نستطيع أن نقول بان الكل يكونون شبابا؟
هذا يكون فقط ضمن تفكيرنا البشري المحدود، الحياة الأبدية هي أعمق من أنه نستطيع التفكير فيها ونقارنها بالحياة الدنيوية والعيش فيها من عام الى عام. في السماء نكون كملائكة (مرقس12 :25) والأب قد جهزّ وحضرّ المكان المناسب لمخلصيه، إقرأ (روم8: 28 ـ30 ).
أنت تنطلق من خلال سؤالك من كلام الرب يسوع "وصية جديدة أعطيكم هي أن يحب بعضكم البعض... والسؤال هل بالإمكان أن نحب الغير مسيحيين أيضاً؟ الكتاب المقدس يقول في (1يوحنا 4 :8) أما من لا يحب فهو لم يتعرف الى الله لان الله محبة. والمحبة هي صفة الله. واذ كنا نحن نعكس صورة الله فيجب علينا ان نحاول ان نحب الجميع. والمسيح كان جلياً في هذة النقطة، اقرأ على سبيل المثال (متى5: 43 ـ48) وانا اظن بانك سوف تفهم الكلمة هكذا في أن نحب بعضنا بعض نحن الأخوة المسيحيين، وبهذا لم نربح شيء. لقد تحدث يسوع مع السامريين الذين كانت ديانتهم مغايرة لليهود. وكان له حواره المطول مع المرأة السامرية في (يوحنا فصل 4) وعندما تحدث عن المحبة الحقيقية في المسيحية، تكلم عن السامري الصالح في (لوقا10:25 ـ37). عندما قام بشفاء المرضى، ألغى الحدود بين اليهود والوثنيين بشفاء خادم القائد الروماني (متى8 :5ـ13)، وابنة المرأة الكنعانية في (متى15: 21ـ28). الرسول بولس يتحدث عن نفس الشىء في (غلاطية3 :28) ويقول بأن المحبة ليس لها علاقة بأي اصل او دين، الله يحب الكل، المسيح عاش ومات وقام من اجل الكل وكيف يكون لنا نحن الحق بان نقول غير ذلك؟ وبيت القصد بأن الايمان له حدوده وانما الحب والمحبة ليس لهما حدود او شروط.
لو لم يكن المسيح قد جاء إلى العالم لكنا قد عشنا في ظلام ولم نكن قد تعرفنا الى الله، لأنه عن الطريق الذي عرّفنا بالآب ومن هو، انظر في (يوحنا1 :18). ولم نكن لنعيش في سلام مع الله لأن يسوع المسيح هو الذي صالحنا مع الله بعد سقوط آدم في الخطيئة ووحّدنا بالآب (افسس2 :14 ـ18). ولم يكن لدينا الأمل في الحياة لأن المسيح قهر وهزم الموت بقيامته من بين الأموات (كورنوثوس 1 15 :55ـ57).
يتضح من السؤال بأنك تستند الى قصة تاريخية بان قائد روماني هو والد يسوع الشرعي. وأنه بعد ولادته وُجد ليكون ابنه الله.
لكن هذا الإعتقاد لا يتطابق مع ما ينصه الكتاب المقدس وايمان الكنيسة. يسوع لم يتواجد فقط قبل 2000 سنة لانه هو الله  الكلمة المولود من الآب منذ الأزل، أما الذي حدث قبل الفي عام هو انه جاء من الابدية الى ملئ الزمان. الله هو الآب، هكذا قال المسيح مرات عديدة في الانجيل. ومريم هي امه، يسوع اصبح اله وانسان في شخص واحد. اله من الاب وانسان من الام. والقصد من المجي الى الارض هو ان يوحدنا معاً في الله الاب. بالطبع كان من الاسهل ان نفهم بان مريم تعرضت للاختصاب بعلاقة مع رجل معين. ولكن الحقيقة معقدة اكثر بكثير من هذا المستوى، فالانجيل والكنيسة يؤكدون بان ولادة المسيح تمت بمعجزة او اعجوبة. لذلك لا يكون من المفيد التفكير بان الولادة تمت بشكل طبيعي. اذا نظرنا الى يسوع بنظرة فلسفية سوف نفهم بانه ولد مثل شخص عادي، ولكن اذا نظرنا الى يسوع مثل اله (ابن الله) يتبين لنا اكثر من ذلك. العذراء مريم هي المثل الاعلى للايمان، لان وضعها الحقيقي لم يكن سهلا، وهي عرفت منذ البدء بان طفلها لن يكن له والد ارضي. كانت طيبة وطاهرة القلب ولم يكن من السهل عليها فهم كيف هذا كله سيتم (انظر في انجيل المبين ادناه في اسفل السطر) ولكنها تجرأت وقالت نعم وهذه الكلمة كانت المدخل  لمخلص العالم. يالتاكيد انه صعب فهم وقبول هذة الحقيقة بالنسبة لك ولي، وكانت ايضًا صعبة للعذراء نفسها. واكن اقرباء مريم قالوا عنها "فطوبى للتي آمنت انه سيتم ما قيل لها من قبل الرب" (لوقا1 :45 ).
هناك خيارين في الحياة: الايمان او عدم الايمان، ولكن هناك حقيقة اكبر من هذه هي من يستطيع احتواء عجائب الخالق في فكره المحدود.
تريد ان تعرف دور الشهداء الاوائل في المسيحية ؟
الشهيد الاول في المسيحية هو القديس استفانوس كما هو مكتوب في (اعمال الرسل 6ـ7)
رجم حتى الموت بالحجارة في اوشليم من اجل ايمانه المسيحي والرسول بطرس كذلك مكتوب في (يوحنا21 :18 ـ19 ). وجميع تلاميذ المسيح قتلوا من اجل ايمانهم كشهداء ما عدا يوحنا الرسول. السيد المسيح كان قد تنبأ بان الكثير من اتباعه سوف يقتلون من اجل ايمانهم في (متى24 :19) ويوجد العديد من النصوص في الانجيل مذكور فيها عن الألم والموت من اجل اسم يسوع المسيح وخاصة عند الشهادة عن الايمان مثلا في (بطرس4 :12 ـ13).
المسيحية تعرضت للاضطهاد في بداية انتشارها الاول، حيث قتل ثلاثمائة الف من الشهداء من اجل الحق والايمان وهذا يعطينا السند الاصلي بان الايمان المسيحي حق والا لما قتل اللآلاف من اجل اسمه. وهناك الكثير الذين لم تعرف اسماؤهم من قبل الكنيسة لصعوبة الامر للتذكير باستشهادهم من اجل الكلمة والمحافظة على ذكراهم. وهذا لا يعطينا الحق بقتل انفسنا متعمدين من اجل الكلمة فهذا لا يبرأه الايمان المسيحي وانما الدفاع عند الحاجة.
الكل مدعو الى الوليمة ولكن لكل شخص منا واجب يدعوه الرب للقيام به. والسؤال المهم هو كيف نستطيع ان نشعر ونكشف هذة الدعوة. ذلك يتم باختبار بسيط هو:
1 ) اختبر اذا كانت لديك انجذاب لهواية ما. فالرب يقودنا الى الطريق الصحيح من خلال الابداع في هذة الهواية أو في المجال المناسب.
2 ) صل واطلب الى الله بمساعدة الروح القدس لخطة البداية، وتمعن اذا كان اشتياقك للمطلب قد زاد او نقص بعد الصلاة.
3 ) اطلب مساعدة الاخوة المؤمين الذين يساندون ايمانك واطلب المساعدة منهم عن طريق الصلاة وابداء الرأي . لان رأيين افضل من رأي واحد.
4 ) صلي واطلب الى صورة اوضح في رجاءك، وذلك عن طريق الحصول على رمز من الله اذا كان الشىء المراد من اجل صالحك ام لا. على سبيل المثال، الهي انني اقدم على هذا التحصيل الدراسي فاجعلني مقبولا فيه اذا كانت هذه هي ارادتك لي.
الجسد هو خليقة الله وهو مهم كأهمية الروح. اي أننا مسؤولين عن كيفية المحافظة على اجسادنا. لكن لدينا المسؤلية لمساعدة الآخرين عند حاجتهم لنا كما قال الرسول بولس "ليحمل الواحد منكم اثقال الآخر." (غلاطية 6 :2). فمثلا التبرع بكلية لشخص مريض ومهدد بالموت هي تضحية ومساعدة كبيرة، وهناك حالة ثانية عن طريق كتابة وصية بحرية التبرع باعضاء جسمي بعد مماتي مباشرة الى الاشخاص المحتاجين اليها لانقاذ حياتهم. وبالتاكيد فالقيامة الثانية للأجساد لا تؤكد بان تكون لنا نفس الشفرة الوراثية التي كانت لدينا في الولادة الاولى، وهذا لا يضر بالعيش في الابدية بدون عضو من اعضاءي ان كنت فد تبرعت بها مسبقا.
السيد المسيح تبرع وضحى بجميع اعضاء جسده بالموت من اجل الانسانية، فلدينا الدليل على مساعدة الآخر لانقاذ حياته من الموت. نحن جميعًا من الله والى الله نعود باجسادنا ونفوسنا.
الله اختار شعب وابناء أسرائيل وجعلهم شعبه المختار استناداً على وعده الذي قطعه مع ابراهيم بأن يقيم من نسله او سلالته امة عظيمة. ابراهيم بيّن وكان مستعداً ليطيع المطلوب منه مهما كان ليكون، والرب جرب ايمانه وولاءه الى اقصى ما يمكن من خلال طلبه بان يقدم ابنه أسحاق محرقة امام الله "تكوين22 :1 ـ18 ". المطلب الذي لم يحتاج ابراهيم لاتمامه... قصّدا الله من هذا كله مباركة وتقديس الامم والشعوب من خلال سّلف ابراهيم، وكان واضحاً في "تكوين22 :18" (وبذريتك تتبارك جميع امم الارض، لانك أطعتني). ولكن البركة كان لها شروطها واصبحت بمثابة عهد بين الله وشعب أسرائيل. والشرط كان اطاعة الله بالقول والفعل للاثبات بانهم اولاد ابراهيم بالايمان وانهم أهل للبركة، ( واباً للمختونين الذين ليسوا من اهل الختان وحسب بل الذين يسيرون في خطى الايمان الذي كان لابينا ابراهيم وهو بعد غير مختون) في "رسالة روما4 :12 ". لذلك حافظ ابراهيم على تعليم ابنه أسحاق في السير بالايمان للمحافظة على البركة، وأسحاق علم ابنه يعقوب وتزايد عدد افراد العائلة، ويعقوب الذي غّير اسمه الى اسرائيل قاد شعبه الى مصر واستواطن هناك، وبني أسرائيل كثر عددهم ومشاكلهم واصبحوا عبيداً في بلاد الغربة.
ولاتمام عهد الله لابراهيم ونسله اخرجهم من مصر واعطى لهم برغبته قوانينه وشرائعه مكتوبة على الالواح حجرية. موسى قاد شعب أسرائيل وذكرهم بانهم شعب الله المختار في "خروج 19 :6" ( وتكونون لي مملكة كهنةٍ وامّة مقدسة) وبهذا يقصد بان شعب ابراهيم يكون شهادة حية ومثال أعلى للشعوب الاخرى. (انظروا، ها انا قد علمتكم شرائع واحكاماً كما امرني الرب الهي لتعملوا بموجبها في الارض التي انتم ماضون اليها لترثوها. فاحفظوها وطبقوها، لانها هي حكمتكم وفطنتكم لدى الشعوب الذين يسمعون عن هذه الشرائع فيقولون: ان هذا الشعب العظيم هو حقاً شعب حكيم فطن). "تثنية4 :5ـ6"
ومن دون ريب اصبح اولاد أسرائيل المثل المردع للشعوب الاخرى. حيث انهم لم يقودا الامم لله وانما بعدوا بانفسهم كثيراً عنه، بتقديم اطفالهم ذبائح محرقة لاله وثني مولك في "ارميا32 :33ـ35 ". بني أسرائيل كانوا بالحقيقة نسل ابراهيم بالجسد فقط اما الجانب الروحي فلم يرثوا شيئاً من قلبه، ايمانه ورغبته الكبيرة في اتباع الله. حيث لم يبينوا بأنهم المختارين الذين كانوا من خلف ابراهيم والوسيلة لاستخدامهم من قبل الله؛ وبركة الرب اصبحت بعيدة عنهم. وبرغم من ذلك تعلق بني أسرائيل بشدة بالعهد القديم الذي تم بين الله وابراهيم وحسبوا بان البركة هي من نصيبهم برغم من كل شىء، ولكن نظرة الله لم تكن كذلك للأمور. حيث نادى يوحنا المعمدان لتوضيح ولفت النظر لبعض الفريسيين والصدوقيين قائلاً (ولا تعللوا انفسكم قائلين: لنا ابراهيم أباً! فاني اقول لكم: ان الله قادر ان يطلع من هذه الحجارة اولاداً لابراهيم). "متى3 :9 ". لم يكن نسل ابراهيم الجسدي كافياً ليكونوا اولاده والآخذين بالوعد وانما المطلب كان القرابة والصلة الروحية التي كانت عنده والعاملة من اجل الايمان والثبات فيه للحصول على البركة، مكتوب في رسالة بولس الرسول الى اهل "روما في 9 :6 ـ7 " (لست اعني ان كلمة الله قد خابت. اذ ليس جميع بني اسرائيل هم اسرائيل؛ ولا لانهم نسل ابراهيم كلهم اولاد لله). ومكتوب ايضاً في "روم 2 :28 ـ29 " ( فليس بيهودي من كان يهودياً في الظاهر ولا بختان من كان ظاهراً من اللحم. وانما اليهودي هو من كان يهودياً في الباطن والختان هو من كان ختانا للقلب بالروح لا بالحرف). برغم من ان بني اسرائيل لم ينجحوا ابداً كشعب بالعيش كاستقامة وامانة ابراهيم امام الله الا ان العهد كان ثابتاً بين الله وبينهم. ابراهيم ولد له الخلف الذي كان من نسله وبواسطته تحققت البركة بعد آلاف الاعوام، وتمم العهد بين الله وابراهيم بشكل شامل وابدي وبدون حدود.
يسوع من الناصرة المسيح (القائد المختار من الله) الذي من خلاله كلم الله الانبياء عن كيفية تحويل الامال القديمة الى حقيقة... العهد الجديد يؤكد منذ البداية بان يسوع المسيح هو ابن ابراهيم وبناء على ذلك فانه الوارث الشرعي للوعد الذي قطعه الله مع نسل ابراهيم "متى 1:1 "، اي الذي اتبع رغبة الله كما فعل ابراهيم وعن طريقه يتم خلق العائلة الجديدة وصلة القرابة الروحية مع نسله وتكون لاسرائيل العلاقة الروحية بالله. (فاذا كنتم للمسيح، فانتم اذن نسل أبراهيم وحسب الوعد وارثون). "غلاطية 3: 29 " ومكتوب ايضاً في "غلاطية 3 :6ـ9 " ( كذلك" امن ابراهيم بالله، فحسب له ذلك براً". فاعلموا اذن ان الذين هم على مبدأ الايمان هم ابناء ابراهيم فعلاً. ثم ان الكتاب اذ سبق فرأى ان الله سوف يبرر الامم على اساس الايمان، بشر ابراهيم سلفا بقوله "فيك تتبارك جميع الامم!" اذن الذين هم على مبدأ الايمان يباركون مع ابراهيم المؤمن).وفي "روما 9 :25 ـ26 "وذلك على حد ما يقول ايضًا في نبوءة هوشع" من لم يكونوا شعبي سأدعوعم شعبي، ومن لم تكن محبوبة سادعوها محبوبة. ويكون انه حيث قيل لهم لستم شعبي، فهناك يدعون ابناء الله الحي".
الرعية او الجماعة الجديدة التي وضع لها يسوع الاساس ليكونون المدعوين ابناء ابراهيم الروحين شملت جميع شعوب العالم باختلاف اجناسهم واصنافهم، والنسب العائلي الذي يربطنا بالوالدين الاصلين ليس له علاقة بتاتاً بالامكانيات التي لدينا للحصول على البركة من ابراهيم والذي ياتي بعده. وانما الذي يقرر هو كم نحن روحين في سلوكنا. وعد الله يبقى ثابتا وعلاقة الرب مع ابناء اسرائيل لم تتغير ولكن الوعد امتد ليشمل جميع الشعوب. الرب استخدم جسد اسرائيل ليخلق عن طريقها اسرائيل الروحية، والتسمية كانت ولاتزال قائمة بين الشعوب لاجل واجب وهدف عظيم. لذلك لايبقى للقرابة الجسدية اي ظهور. في "اعمال الرسل10 :34ـ35" ( فبدأ بطرس كلامه قائلا: تبين لي فعلاَ ان الله لا يفضل احداَ على احداَ، بل يقبل من يتقيه ويعمل الصلاح مهما كانت جنسيته)
فالله لايفرق بين الناس. ومصيرنا الابدي لايتاثر اذا كنا اشورين او اسرائيلين. الذي يحسم الامر هو كيف لكل انسان بغض النظر عن الاصل او النسب الذي ينتمي اليه، وبغض النظر اذا كان يهودي، عربي، اسود، ابيض، اوربي، افريقي او مولود من والدين ديانتهم هي بوذا، هندوس، مسلم، مسيحي، يهودي او حتى ملحد، وبغض النظر من اي ثقافة ومن اي جزء من العالم نحن تربينا ونشأنا، له الامكانية من ان ينتمي الى عائلة ابراهيم الروحية وسلكنا بايمان كابراهيم مع الله وقرارنا ان نعبده ونطيع رغبته وندع روحه تقودنا عندئذ ننتمي الى عائلة اسرائيل اي (ابناء اسرائيل).
فنحن بعد لانرث فقط المللكة الارضية لله وانما لنا الوعد الابدي في ملكوت الله السماوية.
وخاتمة الموضوع هي ان الرب لايختار فقط شعب معين ليدعمه ويعطيه البركة، ولا يفضل شعب اكثر من غيره وانما الكل متساوين بالقيمة الانسانية. عندما اختار شعب اسرائيل منذ البدء كان هدفه جعل الشعب وسيلة لتتبارك جميع الشعوب، ويظهر عمل الرب الخلاصي للبشرية في ملكوته الارضي وكمال الانسانية لتصبح على صورته الروحية لاجل الحياة الابدية معه.
يمكن تلخيص قصة هذا الإنجيل المزور في النقاط التالية:
1ـ النسخة الأصلية منه ظهرت سنة 1709م باللغة الإيطالية، عند رجل اسمه كرامر كان مستشارا لملك بروسيا. 
2ـ أهداها هذا الملك إلى الأمير أوجين سافوي، الذي أودعها بمكتبة فينا سنة 1838ميلادية، ولازالت هناك إلى الآن. 
3ـ يقول الدكتور جورج سايل العلامة الإنجليزي [في ترجمته الإنجليزية للقرآن] أنه وجد نسخة من إنجيل برنابا المزور باللغة الأسبانية معاصرة للاتينية مكتوبة بواسطة شخص يدعى مصطفى العرندي يقول أنه ترجمها عن الأصل الإيطالي.
ملحوظة: من المعروف أن الأناجيل التي كتبها أتباع المسيح، كتبت باللغة اليونانية وليس الإيطالية.
4ـ ترجمه إلى العربية السيد خليل سعادة سنة 1908م.
5ـ نشره في مصر السيد محمد رشيد رضا.
ترتيلة اللص والملاك هي تأمل لحادثة الصلب والوعد بالفردوس لاللص الذي صلب عن يمين الرب. والترتيلة من تأليف قيثارة الروح مار نرسي الملفان وفيها يجسد باسلوب درامي وحواري دخول اللص إلى الفردوس (ملكوت الله). فردوس الله هو العيش حسب مشيئة الله ومحبته. فعند اعتراف اللص بيسوع المسيح وبملكوته كان له الوعد بالفردوس وهو الوعد لكل من يؤمن  ويعمل حسب مشيئته.
 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English