سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

دراسات في اللاهوت الروحي

 

للأب روبير بيولاي الكرملي

الجزء الثاني - القداسة

   

 

القداسة

مهما كانت مفاهيم القداسة التي ظهرت في تاريخ الأديان فأن مفهوم القداسة الذي يهم حياتنا الروحية يأتينا من الكتاب المقدس. ذلك لأن المفهوم الصحيح للقداسة لا يمكن أن يأتي إلا من الوحي افلهي لكون القداسة صفة خاصة لله، لا يوجد ما يطابقها عند البشر: "أنت وحدك قدوس" (روم 15: 4).

يظهر ذلك أولاً في دراسة الصفات المنسوبة الى الله في الكتاب المقدس. فجميع هذه الصفات تستطيع أن تكون مشتركة بين الله والبشر (مثل الحكمة والسلطة وحتى الرحمة والمحبة) ما عدا القداسة التي ليس لها تماثل على الأرض والتي لا تستطيع أن تقاس بالنسبة الى أي شيء مخلوق. 


القداسة في العهد القديم 

ان الكلمة العبرية الأصلية للقداسة تعني "حقيقة أصلية". ربما كانت هذه "الحقيقة" فلي بدء الأمر شيئاً ما قد ظهرت فيهِ قوةٌ فائقة الطبيعة. فاتخذ هذا الشيء صفة دينية خاصة جعلته مختلفاً عن بقية الشياء الدبيوية ومنفصلاً عن الأستعمال العادي (وهذا أصل مفهوم "المقدس" في الأديان الأولية). غير أن هذه الحقيقة المنفصلة أصبحت في نصوص الكتاب المقدس الله نفسهُ بأعتبارهِ المتسامي، المختلف تماماً من كل ما هو في العالم. 

 

أ) القداسة صفة الله المتسامي 

لقد ظهرت القداسة الألهية اولاً كَعَظمة مخيفة تشعُ "المجد": (خر 19: 3- 24،24:15 - 18 وايضاً: اشعيا 6: 1- 8 سفر الخروج 3: 1- 10) 


1في سنة وفاة عزيا الملك رايت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع واذياله تملا الهيكل. 2السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة اجنحة باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير 3وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الارض 4فاهتزت اساسات العتب من صوت الصارخ وامتلا البيت دخانا 5فقلت ويل لي اني هلكت لاني انسان نجس الشفتين وانا ساكن بين شعب نجس الشفتين لان عيني قد راتا الملك رب الجنود 6 فطار الي واحد من السرافيم وبيده جمرة قد اخذها بملقط من على المذبح 7ومس بها فمي وقال ان هذه قد مست شفتيك فانتزع اثمك وكفر عن خطيتك 8ثم سمعت صوت السيد قائلا من ارسل ومن يذهب من اجلنا. فقلت هانذا ارسلني.

1واما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان. فساق الغنم الى وراء البرية وجاء الى جبل الله حوريب 2وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة. فنظر واذ العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق 3فقال موسى اميل الان لانظر هذا المنظر العظيم. لماذا لا تحترق العليقة. 4فلما راى الرب انه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة وقال موسى موسى. فقال هانذا. 5فقال لا تقترب الى ههنا. اخلع حذائك من رجليك. لان الموضع الذي انت واقف عليه ارض مقدسة 6ثم قال انا اله ابيك اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب. فغطى موسى وجهه لانه خاف ان ينظر الى الله. 7فقال الرب اني قد رايت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم من اجل مسخريهم. اني علمت اوجاعهم. 8فنزلت لانقذهم من ايدي المصريين واصعدهم من تلك الارض الى ارض جيدة وواسعة الى ارض تفيض لبنا وعسلا. الى مكان الكنعانيين والحثيين والاموريين والفرزيين والحويين واليبوسيين. 9والان هوذا صراخ بني اسرائيل قد اتى الي ورايت ايضا الضيقة التي يضايقهم بها المصريون. 10فالان هلم فارسلك الى فرعون وتخرج شعبي بني اسرائيل من مصر.


ملاحظات:
1) عناصر مشتركة للنصين: شعاع القداسة يحل في شيء رمزي: العرض، الهيكل، النار، العليقة، الأرض المقدسة.

2) اختبار قداسة الله (أو اختبار حضورهِ المقدس) هو الذي يسبب الشعور بعدم الطهارة.

3)  يأتي التطهير من عند الله نفسهُ.

4) اختبار القداسة الألهية تتلوه تولية رسالة.

5) "المجد" هو إشعاع قداسة الله.


ب) المجد الألهي يُقدِس بعض الأشياء وبعض الناس لعلاقاتهم بهذهِ المقادس

1) المجد الألهي يٌقدِس بعض الأشياء عن طريق طقوس رمزية (تقادم، نار الذبائح، رش دم الحيوانات، المسح بالدهن...الخ). والأشخاص يُقدِّسون ايضاً لعلاقتهم بخدمة الأشياء والأماكن المقدسة. غير ان قداسة الأنسان المقصودة هنا هي طهارة قدسية أكثر منها أدبية (راجع أح 21:23 حيث نرى ان عيب جسدي عند إنسان يبتذل المقادس).

2) ولكن ظهر في عهد الأنبياء مفهومٌ أكثر أدبياً لقداسة الأشخاص. فأن حضور الله القدّوس في وسط شعبهِ يمنحُ هذا الشعبَ كرامةً تتطلب منه مستوى خلقياً خاصاً.

غير ان مفهوم قداسة الأنسان في العهد القديم، مهما كانت طبيعتها (طقسية كانت أم أدبية) لا يتضمن الأشتراك الفعلي بقداسة الله نفسهُ بل يعني فقط الانفصال عن كل ما لا يليق بقداسة الله أو مقادِسهُ.

ج) الأنسان أمام قداسة الله

1) لقد إتخذ المجد الألهي تدريجياً طابع الجاذبية والألفة الحميمة.

(سفر الخروج 33: 18-22):

18فقال ارني مجدك. 19 فقال اجيز كل جودتي قدامك. وانادي باسم الرب قدامك. واتراءف على من اتراءف وارحم من ارحم. 20وقال لا تقدر ان ترى وجهي. لان الانسان لا يراني ويعيش. 21وقال الرب هوذا عندي مكان. فتقف على الصخرة. 22ويكون متى اجتاز مجدي اني اضعك في نقرة من الصخرة واسترك بيدي حتى اجتاز.

 

(1 ملوك 19: 11-13):

11فقال اخرج وقف على الجبل امام الرب. واذا بالرب عابر وريح عظيمة وشديدة قد شقت الجبال وكسرت الصخور امام الرب ولم يكن الرب في الريح. وبعد الريح زلزلة ولم يكن الرب في الزلزلة 12وبعد الزلزلة نار ولم يكن الرب في النار. وبعد النار صوت منخفض خفيف 13فلما سمع ايليا لف وجهه بردائه وخرج ووقف في باب المغارة.

 

 
 

Copyright  www.karozota.com

 
  
 

English