سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

 

شخصيات الكتاب المقدس

تيموثاوس

المصدر: التفسير التطبيقي للكتاب المقدس

 

   

 

عادة ما تؤدي الدروس المؤلمة الى فرص جديدة. فبعد قليل من خيبة أمل الرسول بولس في يوحنا مرقس، اختار "تيموثاوس" ليكون مساعداً له، ولعل شخصية الرسول بولس القوية كانت اعظم من أن يتعامل معها يوحنا مرقس، وكان يمكن ن يكون الأمر هكذا مع تيموثاوس، ولكن يبدو ان الرسول بولس كان قد تعلّم الصبر من صديقه القديم برنابا، ونتيجة لذلك أصبح تيموثاوس "ابناً" لبولس الرسول.

ويرجح أن تيموثاوس أصبح مسيحياً بعد زيارة الرسول بولس الأولى للسترة ويروى لنا الاصحاح (16) من سفر الاعمال كيفية التقاء الرسول بولس بتيموثاوس وبداية خدمته معه كالآتي: "ووصل بولس إلى دربة، ثم إلى لسترة، وكان فيها تلميذ اسمه تيموثاوس، أمه يهودية كانت قد آمنت بالمسيح، وأبوه يوناني. وكان الإخوة في لسترة وإيقونية يشهدون لتيموثاوس شهادة حسنة. فأحب بولس أن يصحبه في التبشير. ولأن يهود تلك المنطقة كانوا يعرفون أن أباه يوناني، فقد أخذه بولس وختنه" (4,1).

يمكن إرجاع الفضل في نمو تيموثاوس في المسيحية إلى تأثير عائلته التقية، فقد كانت أمه أفنيكي وجدته لوئيس يهوديتين مؤمنتين تقيتين اعتنقتا المسيحية، وقد علمتاه الكثير، وغرستا فيه ايمانهما المسيحي القوي، فساعدتا على تشكيل حياته الروحية (2تيمو 1: 5 ؛ 3: 15)، وطوقتاه بالحنان والحب والرحمة، واستطاعتا تربيته من الصغر على صورة تجنبه التأثير السلبي الذى قد يأتيه من أبيه الوثنى. وتيموثاوس هو أول مسيحي من الجيل الثاني يذكر اسمه في العهد الجديد،  وعندما زار الرسول بولس لسترة للمرة الثانية، كان تيموثاوس قد أصبح تلميذاً للمسيح،  ولم يتردد في الانضمام الى الرسول بولس وسيلا في تجوالهما. واستعداده لان يختتن وهو فتى بالغ، دليل على التزامه ( فإن خلفية تيموثاوس المختلطة من أب يوناني وأم يهودية، كان يمكنها أن تسبب مشاكل في خدمتهم، حيث كان الكثيرون ممن يستمعون لهم من اليهود الذين كانوا يتمسكون أشد التمسك بحفظ هذا التقليد). وساعد ختان تيموثاوس على تجنب هذه المشكلة العويصة.

رأى فيه الرسول بولس الإيمان والغيرة الروحية (1 تيمو 18:1)، فأتخذه رفيقًا له في أسفاره، فصحبه إلى غلاطية ثم إلى تراوس وفيلبي وإلى تسالونيكي. وبقى في بيريه مع سيلا حين اعتزم الرسول مغادرتها فجأة (أع14:17)، ثم عاد فلحق بالرسول بولس في مكدونية وكورنثوس، ويبدو أنه بقي معه أثناء كرازته في كورنثوس، ثم أرسله إلى مكدونية مع أرسطوس قبل رحلته الثالثة (أع 22:19). و ارتبط اسم تيموثاوس مع الرسول بولس في مقدمات الرسائل (2 كو 1:1؛ في 1:1؛  كو 1:1، 1تس 2:1؛ 2تس 1:1؛ فل 1) وفي السلام الختامي في  الرسالة إلى رومية (21:16).. وقد لمس فيه ايضا طاقة عظيمة، فبيّن ثقته فيه بتكليفه بمسؤوليات هامة، فقد أرسله ممثلاً شخصيا له الى كورنثوس في وقت أزمة شديدة (1كو 17,14:4). ومع أنه لم يوفق في تلك المهمة الصعبة، إلا أن الرسول بولس لم يتخل عنه، بل ظل رفيقاً له في السفر، دُبرت أيضًا إرسالية له إلى فيلبي عند كتابة الرسالة إلى فيلبي (في 19:2)، وأرسل إلى تسالونيكي لتقديم تقرير قبل كتابة الرسالة الأولى إلى تسالونيكي (1تس 6,2:3).

من هذا كله يظهر مدى ارتباط الرسول بولس بتلميذه تيموثاوس، وثقته الشديدة فيه، وتميزه عن جميع اصحابه ورفاقه  بدرجة  خاصة فى الصداقة، إذ هو "الابن الحبيب"، لذا كثيرًا ما يدعوه "ابني، الابن الصريح، الابن الحبيب، الأمين" (1 تيمو2:1؛ 18:1؛ 1 كو 17:4؛ 2 تيمو2:1). والذي برهن على جدارته فى أن يصبح المسئول عن العمل العظيم الذى تركه الرسول الكبير وراءه. فقد كان أقرب القلوب فى حياته إليه، وكان له مكانة رفيعة عنده، وربما لم يهتم بولس بخادم كاهتمامه بابنه تيموثاوس، فوضعه تحت رعايته وقدّره كثيرا حيث عمل معه عن قرب،  ويكفى أن نطلع على ما جاء فى رسالته إليه، وهو يرينا الخادم النموذجى الناجح فى شخصه، وكنيسته، وكتابه، ويمكن اعتبار علاقتهما اورع واصدق مثال على علاقة الرسول بتلميذه، والاب الروحي بابنه، ولانعلم متى افترق الرسول بولس عن تيموثاوس، ولكن الأرجح أن ذلك حدث عندما ألقى القبض على الرسول بولس وأخذ إلى روما ليسجن فيها للمرة الثانية، والدموع التي فاضت من مآقيهما عند الفراق كانت خير دليل على عمق علاقتهما الحميمة.

ومن العبارات الواردة في الرسالتين الشخصيتين التي ارسلها اليه الرسول بولس، نستطيع ان نتعرف على الدور المهم الذي لعبه تيموثاوس كابرز الرجال في نمو الكنيسة الاولى، واهم الخصال التي تميزت بها تلك الشخصية العظيمة والتي يمكن تلخصيها كالاتي:

   - كان خجولاً بطبعه، وديعا فى استخدام مواهبه، يتردد بعض الأحيان فى تأكيد سلطانه تجاه الواجبات المفروضة عليه إلى الدرجة التى يقال معها: "وإذا وصل تيموثاوس إليكم، فاهتموا بأن يكون مطمئنا عندكم، لأنه يقوم بعمل الرب مثلي. فلا يستخف به أحد، بل سهلوا له السبيل ليعود إلي بسلام، فأنا أنتظر وصوله، مع الإخوة" (1كو11,10:16).

   - كان يعاني من ضعف في صحته. وقد شاء له الله لحكمة أسمى وأعلى أن يعيش مريضا كثير الآلام والأسقام "لا تشرب الماء فقط بعد الآن. وإنما خذ قليلا من الخمر مداويا معدتك وأمراضك التي تعاودك كثيرا" (1تيمو 23:5) وربما كانت تلك الآلام، أحد الأسباب الكثيرة التى جعلت تيموثاوس شاباً من أرق النفوس وأحلاها وأصفاها على هذه الأرض، متعلما  من الألم الذى يعانيه، والدموع التى يسكبها، كم ينبغى أن يكون بالغ الرقة والرفق بآلام الآخرين من الناس، كان واحدا من أعظم الناس الذين تكلموا مراراً كثيرة بلغة الدموع، وقد هز وجدان بولس من الأعماق، وظلت ذكرى دموعه ماثلة فى ذهنه ومشاعره، وهو يكتب له فى رسالته الثانية التي استهلّها بمقدمة رقيقة تنساب فيها محبته لتيموثاوس من كل عبارة فيها قائلا: "واذ اتذكر دموعك (ساعة افتراقنا) اجدني في غاية الشوق لان اراك لامتليء فرحا" ( 2 تيمو 1 : 4 ). إنه ذلك النوع من الناس الذى يمتلئ بالحب النقى الصافى، المتعمق فى إخلاصه، دون شبهة أو تردد. 

   - تميز بالصراحة الكاملة التى لا تعرف التواء أو مكراً أو تحفظاً بأية صورة من الصور، إذ ورث عن أمه وجدته الإيمان الصريح العديم الرياء "كما استذكر ايمانك الخالي من الرياء،هذا الايمان الذي فيك والذي حلّ اولا في جدتك لوئيس ثم في امك افنيكي، وانا متاكد انه حال فيك ايضا" (2 تيمو5:1). فقد كانت الصراحة واحدة من السمات الواضحة فى علاقة  تيموثاوس باللّه وبالناس.

   - كان تيموثاوس ذلك الشخص الذى يمكن الوثوق به، والاعتماد عليه، وذلك ينعكس في حاجة الرسول بولس اليه وهو فى لحظاته الأخيرة: "اجتهد ان تاتي الي سريعا" ( 2 تيمو 4 : 9 ). فهو الشخص الذى كان يأتمنه ويثق به ويعتمد عليه فى كل الأوضاع والظروف "فليس عندي أحد غيره (تيموثاوس) يهتم مثلي بأحوالكم بإخلاص. فإن الجميع يسعون وراء مصالحهم الخاصة، لا لأجل المسيح يسوع. أما تيموثاوس، فأنتم تعرفون أنه مختبر، إذ خدم معي في التبشير بالإنجيل كأنه ولد يعاون أباه." (في 22,20:2). كان من النوع الذي اذا وعد بعمل ما، فلابد من القيام به مهما واجه من صعاب ومشقات، بل حتى لو كلفه الحياة بجملتها، إنه الخادم الذى امتلأ من الإيمان والطاعة مما جعله من أندر الصور وأعظمها للوفاء النبيل الرائع.

   - اضافة الى كل ذلك فقد كان على دراية كبيرة بالكتب المقدسة التي سبق وان تعلمها وهو طفل على يدي جدته وامه لذلك نرى الرسول بولس ينصحه للمرة الثانية ان يذكر ماضيه وان يتمسك بالتعاليم الاساسية عن المسيح. "إنما أنت فاثبت على ما تعلمته وتيقنته بالتمام، إذ تعرف على يد من تعلمت ذلك. وتعلم أنك منذ حداثة سنك تعرف الكتب المقدسة، وهي القادرة أن تجعلك حكيما لبلوغ الخلاص عن طريق الإيمان في المسيح يسوع." (2 تيمو15,14:3).

وآخر ما نعلمه عن تيموثاوس هو ما نستمده من نفس الرسالتين المذكورتين اعلاه. ففيهما نرى الرسول بولس، وقد تقدمت به السنون، في ختام حياته على الأرض، ولكن لم تخمد فيه جذوة الرغبة في مواصلة خدمته، وها هو يكتب لواحد من أقرب الأصدقاء، "لابنه" لقد سافرا معاً وتألما معا، وضحكا معاً. لقد ترك الرسول بولس تيموثاوس في أفسس ليرعى الكنيسة الناشئة هناك (اتيمو 4,3:1). وكتب له خلاصة افكاره، مسلّما له شعلة القيادة ومذكّرا اياه بما له اهمية حقيقية، ومشجعا له في الايمان. ولقد زودت هاتان الرسالتان أعداداً لا تحصى من أمثال "تيموثاوس" بالتعزية والعون على مدى القرون الطويلة.. فعندما تواجه تحدياً يتجاوز قدراتك، اقرأ هاتين الرسالتين، واذكر أن آخرين قد شاركوك في اختبارك.

 

منجزاته ونواحي القوة في شخصيته:

* اصبح مسيحياً بعد رحلة الرسول بولس التبشيرية الأولى، وانضم اليه في الرحلتين التاليتين.

* كان مؤمنا مرموقا في بلدته.

* كان الممثل الخاص للرسول بولس في مناسبات عديدة.

* وصلته رسالتان شخصيتان من الرسول بولس.

* الأرجح أنه عرف الرسول بولس اكثر من اي شخص آخر واصبح بمثابة "الابن" له.

 

ضعفاته واخطاؤه:

* كان يصارع ضد طبيعة خجولة متحفظة.

* سمح للآخرين أن يستهينوا بحداثته.

* من الواضح أنه لم يستطع ان يحل المشاكل في الكنيسة في كورنثوس عندما ارسله الرسول بولس اليها.

 

دروس من حياته:

* لايجب ان تكون حداثة السن مبررا لعدم الفاعلية: نظرا لحداثة سن تيموثاوس، فقد واجه كل انواع الضغوط والصراعات والتحديات، من كنيسة مليئة بالمشاكل، ومن محيطه، وكان من السهل على المسيحيين أن يستهينوا به لأجل حداثته، مما تحتم عليه أن يكسب احترام شيوخه بأن يكون قدوة في تعليمه وفي حياته، فارسل اليه الرسول بولس رسالته الشخصية الاولى ليوجهه ويشجعه ويعلمه. "لا يستخف أحد بحداثة سنك. وإنما كن قدوة للمؤمنين، في الكلام والسلوك والمحبة والإيمان والطهارة. إلى حين وصولي، انصرف إلى تلاوة الكتاب، وإلى الوعظ، وإلى التعليم" (13,12:5)، اضافة الى انه  حث الكنيسة في كورنثوس على الترحيب به لأنه كان يعمل عمل الرب، وعمل الرب غير مقيد بالعمر، وبغض النظر عن عمر المؤمن، يستطيع الله أن يستخدمه، سواء أكان صغيرا أم كبيرا، ولايمكن لحداثة السن ان تقف عائقا بينه وبين عمل الله، اذا عاش عيشة يستطيع الآخرون من خلالها أن يروا المسيح فيه. 

* عدم كفايتنا وعجزنا يجب ألا يمنعانا من وضع أنفسنا تحت تصرف الله: كان تيموثاوس يواجه مقاومة كبيرة لرسالته ولشخصه كقائد، فحداثته وخجله وعلاقته بالرسول بولس وقيادته، كل هذه كانت تواجه النيران، والرسول يحثه أن يكون جريئا وان يستخدم المواهب الخاصة التي منحها له الروح القدس ليتمكن من خدمة الكنيسة "لهذا السبب أنبهك أن تلهب نار موهبة الله التي فيك بوضع يدي عليك. فإن الله قد أعطانا لا روح الجبن بل روح القوة والمحبة والبصيرة" (2تيمو1: 7,6)، فقد كان في حاجة إلى الشجاعة والانضباط ليتمسك بالحق ويستخدم المواهب التي حصل عليها، فان واصل  بجراءة الإيمان الكرازة بالإنجيل، فإن الروح القدس يرافقه ويمنحه قوة... فعندما نسمح للناس أن يبعثوا فينا الخوف، فإننا نفقد تأثيرنا ونحن نخدم الله، ولكن قوة الروح القدس يمكن أن تعيننا للغلبة على الخوف مما قد يقوله البعض عنا أو يفعلونه لنا، وهكذا نواصل عمل الله.

* المثابرة رغم الالام: ربما كان تيموثاوس، في وسط ظروف الاضطهاد المتصاعد، يخشى مواصلة الكرازة بالمسيح، فقد كانت مخاوفه تقوم على أساس من الحقيقة، فكما حذره الرسول بولس فلابد أن تأتي الآلام، إذ إنه، مثله معرض لأن يسجن  لأجل الكرازة بالإنجيل (عب 13: 23)، ولكنه كان على استعداد لتحمل ذلك، فقد وعده الرسول بولس بأن الله سيمنحه قوة ليكون مستعدا عندما يأتي دوره ليتألم... قد يكون من الصعب أن نعلن إيماننا بالمسيح، حتى وإن لم يتهددنا اضطهاد، ولكن من حسن حظنا، أننا نستطيع أن نطلب قوة الروح القدس ليمدنا بالشجاعة. فعلينا أن نعمل بكل جد ونشاط، والمثابرة، رغم المعاناة، مركزين أفكارنا على النصرة، ورؤية الغلبة، ورجاء المحصول الوفير. فإن هدفنا لتمجيد الله وربح النفوس للمسيح، لجدير بتحمل كل الآلام وسيأتي ذلك اليوم الذي سنحيا فيه معه إلى الأبد. 

* العائلة يجب ان تكون حقل خصب لغرس بذور الانجيل: كان تيموثاوس أحد عظماء المسيحيين من الجيل الثاني. ولم يصبح مسيحيا بسبب عظة قوية من مبشر قدير فحسب، ولكن ايضا لأن أمه وجدته من أوائل المؤمنين، ولعلهما آمنتا عن طريق خدمة الرسول بولس في بلدتهما لسترة. وقد غرستا في تيموثاوس إيمانهما المسيحي القوي، وعلمتاه الكتب المقدسة وهو طفل صغير رغم أن أباه لم يكن، على الأرجح، مؤمنا.. لاشك في أهمية عمل المبشر، ولكن عمل الوالدين لا يقل عن ذلك أهمية. فسواء في البيت أو في الكنيسة، يلزمنا أن نتيقن بأن تعليم الأطفال الصغار هو فرصة ومسئولية. لقد طلب الرب يسوع أن يأتي إليه الأولاد الصغار (مت 19: 13-15). فقم بدورك في الإتيان بهم إلى المسيح كما قامت لوئيس وأفنيكي. ولا تخبئ نورك في البيت، فعائلاتنا حقل خصب لغرس بذور الإنجيل، فلتكن نورا وملحا لافراد عائلتك جميعا، وتأكد من أنهم يرون فيك محبة المسيح وفرحه.

* ضرورة الكرازة بالانجيل: ربما شعر تيموثاوس بشيء من الخوف أمام وجود معلمه في السجن، وكنيسته في اضطراب عظيم. ولكن الرسول بولس يقول له بلباقة؟ "إن الرب قد دعاك للكرازة بالإنجيل، وسيمنحك الشجاعة للقيام بذلك"... "إلا أن الرب وقف بجانبي وأمدني بالقوة، لكي تتم بي المناداة بالبشارة، فيسمعها جميع من هم من الأمم؛ وقد نجوت من فم الأسد." (2 تيمو17,4).  لذلك كان من اللازم أن يكرز تيموثاوس بالإنجيل حتى ينتشر الإيمان المسيحي في كل العالم، فنحن نؤمن الآن بالمسيح لأن أناسا مثل تيموثاوس كانوا أمناء في القيام بخدمتهم. ومازال قيام الكنيسة بالكرازة بالإنجيل أمرا بالغ الأهمية. إن من يعيشون الآن في العالم، يشكلون نصف عدد الناس الذين عاشوا على مر التاريخ، وغالبيتهم لا يعرفون المسيح. الرب آت سريعا، ويريد أن تكون في انتظاره كنيسة أمينة، وقد لا يكون من السهل أن نشهد للمسيح أو أن نخبر الآخرين عن محبته، ولكن الكرازة بكلمة الله هي أهم مسئولية وُضِعَت على كاهل الكنيسة، والله يمنحنا القوة دائما للقيام بما يأمرنا به. وقد لا تكون هذه القوة ظاهرة حتى نخطو بإيمان ونشرع في القيام بالعمل. فكن مستعدا شجاعا، ومتنبها لكل فرصة يعطيها لك الله لتوصيل البشارة للاخرين.

* ضرورة القيام باعداد قادة امناء، مخلصين وتدريبهم لمواصلة عمل الله والاحتفاظ بكلمته الحية: كان تيموثاوس يقف في مرحلة انتقالية، فلقد كان حتى ذلك الوقت، المعاون الشاب الناجح للرسول بولس، ولكن باقتراب الاخير من ختام حياته، كان يقترب وقت تسليم الشعلة للجيل الثاني، وإعداد قادة يأخذون مكانه حتى يظل في إمكان الكثيرين أن يسمعوا رسالة يسوع المسيح التي تغير الحياة. وكان تيموثاوس هو النتاج الحي لمجهودات الرسول بولس، نتاج تعليمه الأمين وتلمذته ومثاله. فكان على وشك أن يعتمد على نفسه كقائد كنيسة صعبة ولكنها بالغة الأهمية. ومع هذا التغيير الذي طرأ على مسئولياته، لم يكن تيموثاوس بلا معين، فقد كان لديه كل ما هو في حاجة إليه لمواجهة المستقبل، إن تمسّك به. وبسبب عمل الرسول بولس مع كثيرين من المؤمنين، الذين كان تيموثاوس واحدا منهم، نرى العالم يمتلئ اليوم بالمؤمنين الذين يواصلون القيام بالعمل.. فإذا كنت من قادة الكنيسة، فأي تراث تترك من بعدك؟ ومن هم الذين تدربهم لمواصلة القيام بعملك؟ إن من مسئوليتنا أن نحتفظ بكلمة الله حية للجيل القادم. وإن اختيار قادة الكنيسة، لمن أخطر المسئوليات، فيجب أن يكون لهم إيمان قوي، وأن يحيوا حياة مسيحية مستقيمة، وأن تتوفر فيهم الصفات المذكورة في (1تيمو 3: 1-7 ؛ تي 1: 5-9)، فليس كل من يريد أن يكون قائدا في الكنيسة، جديرا بذلك. فتأكد أولا من مؤهلات الشخص قبل أن تطلب منه أن يتولى القيادة الروحية. ليتمكن من تنفيذ توصيات الرسول، بتصويب التعليم الخاطئ، والتعامل بمحبة وإنصاف مع جميع الناس في الكنيسة، فليس الغرض من تنظيم الكنيسة هو النظام ذاته، بل لتكريم المسيح وتمجيده في وسطها، منتبها الى علاقة الرسول بولس بهذا القائد الصغير، ونصحه وإرشاده بكل عناية، للاقتداء به.

* دروس كثيرة اخرى تتضمنها الرسالتين الموجهتين الى تيموثاوس، الاولى لاحتوائها على مبادئ أساسية لإرشاد الكنائس المحلية، ومبادئ للعبادة العامة، ومؤهلات الشيوخ (الرعاة) والشمامسة وسائر خدام الكنيسة. فان كنت احد الخدام، قِس نفسك على المواصفات الواردة فيها، وان كنت حديثاً في الإيمان، فاتبع خطوات القادة المسيحيين الأتقياء، كما كان تيموثاوس يقتدي بحياة الرسول بولس. اما إن كنت والداً، فاذكر أن البيت المسيحي يمكن أن يكون له تأثير قوي على أفراد العائلة، فالأم الأمينة والجدة الأمينة قادتا تيموثاوس للمسيح. وقد عاونت خدمة تيموثاوس على تغيير العالم.. والثانية قدّم فيها بولس نصيحة لتيموثاوس، نافعة لكل مؤمن في كل وقت، ليتمكن من البقاء راسخا تماما في الخدمة، ويحذره من المقاومات التي سيواجهها في الأيام الأخيرة من أناس أنانيين، يستغلون الكنيسة لمنفعتهم الخاصة، ويعلّمون تعاليم باطلة. ويطلب منه أن يتهيأ لمواجهتهم متذكراً مثاله، عارفاً المصدر الحقيقي للمقاومة، ومستمداً قوته من "كلمة الله". فمن السهل ان نخدم المسيح من اجل اهداف خاطئة: لانها مثيرة او مجزية، او لانها تثري القائم بها شخصيا. وبدون اساس سليم، يصبح من السهل أن نتخلّى عنها في الاوقات الصعبة. وكل المؤمنين محتاجون لاساس راسخ لخدمتهم، لأن الخدمة المسيحية تصبح أصعب كلما تقدمنا في الزمن، واقتربنا من الايام الاخيرة.

 

بياناته الأساسية:

* مكان اقامته : لسترة

* العمل : مرسل تحت التدريب

* الاقرباء: أمه افنيكي، جدته لوئيس، وأب يوناني.

* المعاصرون له : بولس وسيلا، ولوقا ومرقس وبطرس وبرنابا.

 

الآيات الرئيسية:

*"فليس عندي أحد غيره (تيموثاوس) يهتم مثلي بأحوالكم بإخلاص. فإن الجميع يسعون وراء مصالحهم الخاصة، لا لأجل المسيح يسوع. أما تيموثاوس، فأنتم تعرفون أنه مختبر، إذ خدم معي في التبشير بالإنجيل كأنه ولد يعاون أباه." (في 22,20:2).

ونجد قصة تيموثاوس في سفر الاعمال ابتداء من (اصحاح 16)، كما ذكر اسمه في (رو21:16;  1كو17:4;  11,10:16; 2كو19,1:1;  في1:1; 23,19:2  ;كو2,1:1  ;1تس10,1:1; 4,3:2 ;6,2:3 ;1تيمو ;2تيمو; فل1:1 ;عب23:13).

 
 

Copyright  www.karozota.com

 
  
 

English