سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

 

العلاقة بين الإيمان والحرية

 

   

 

ماذا اختبر الإنسان في البداية؟ هل اختبر الإيمان أم اختبر الأخلاق؟ إذا عدنا إلى الإنسان في مرحلة من مراحل وعيه ومحاولته تجريد الواقع من إطار الاختبار إلى إطار التحليل الفكري نكتشف أن هذا الإنسان فسح مجالاً واسعاً لمسألة الأخلاق في حياته، نلاحظ كأن هناك شرائع وقوانين وأنظمة تسيّر حياة الإنسان، أي قوانين ترسم إطار العلاقة بين الناس. الأنظمة والقوانين تحدد نوعاً ما تصرف الإنسان، تسمح للإنسان بأن يجيب على سؤال هام في حياته: ماذا عليّ أن أفعل في كل ظرف من الظروف؟. الإنسان يجد نفسه أمام ضرورة الجواب عليه. فنلاحظ أن كل الحضارات التي تعبر عن مستوى متقدم من الحياة البشرية والعقلانية والتفكير، نلاحظ أن هناك محاولات جدية للجواب على هذا السؤال. وهذا بالنهاية مضمون المسألة الأخلاقية. حتى في علاقة الإنسان بالآلهة، الموضوع الأخلاقي هو في صلب تفكيره وكأن الإنسان يطرح على نفسه السؤال كيف يتصرف الإله؟ ماذا يعمل الإله؟ وكأن همّ الإنسان في الجواب على واقع ما، رسم حدود وأطر لحياة يعيشها ويريد أن يعرف كيف يعيشها، هذا جوهر المسألة الأخلاقية، الإنسان يشعر في مرحلة ما أنه في صلب الموضوع الأخلاقي، يشعر أنه مدعو إلى تصرف ما فيتعامل مع هذا الموضوع ويسير معه مرحلة تلو مرحلة ليرسم له إطاراً أخلاقياً. الإنسان البدائي هو إنسان اعتمد على غرائز أكثر من عقله، لذلك نرى أنه إنسان عدواني أكثر من الإنسان المعاصر، تطور الحياة الأخلاقية هو نتيجة تطور الإنسان ذاته، وهو يتبع قدرة هذا الإنسان على الانفتاح والشمولية. يكفي أن نقابل بين صورة معاصرة للإنسان الذي يرسم اليوم إطاراً عاماً لحياته الأخلاقية وهو إطار إنساني يتمثل بما يسمى بحقوق الإنسان. إن شرعية حقوق الإنسان هي شاملة وتطال الإنسان أينما كان، هذه الصورة هي نتيجة تطور الإنسان الذي لم يبنِ حياته الخلقية على أساس الحقوق الإنسانية. لكل مرحلة من المراحل هناك حقوق ترسم إلى أن يكتشف الإنسان بأن هناك مبادئ لا تتغير في الحياة الخلقية وهذا ما لم يكتشفه الإنسان في الماضي.

من سبق الأخلاق أم الإيمان؟

نعود إلى مار بولس الذي تكلم عن الوثنيين الذين يعيشون حسب الضمير. فالوثنيون الذين لا إيمان لهم قادرون على أن يعيشوا الحياة الأخلاقية، وهذا يعني أن الإنسان الأخلاقي سبق في بعض النواحي الإنسان صاحب الإيمان، لأن الإيمان يفترض الانفتاح على البُعد الماورائي، على بُعد الله. لسنا أكيدين أن الله كفكرة بدأ مع الإنسان إلاَّ من ناحية النظرة الإيمانية. ولسنا أكيدين أيضاً من أن الإيمان رافق الأخلاق منذ البداية. ولكن ما نحاول التأكد منه هو: هل الإنسان طرح على ذاته مسألة التصرف والأخلاق بحكم وجوده مع الآخر، ولما دخل الإيمان أعطى المسألة الأخلاقية بعداً جديداً وقدم للإنسان أجوبة عليها؟

 
 

Copyright  www.karozota.com

 
  
 

English