سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

الرب يسوع المسيح في مجيئه الأول والثاني

 

الشماس بريخا ياقو أوراها

   

 

"ثُمَّ نَسْأَلُكُم أَيُّها الإخْوَةُ مِن جِهَةِ مَجيءِ رَبِّنا يَسوعَ المسيحِ واٌجْتِماعِنا إليهِ، أنْ لا تَتَزَعْزَعوا سريعاًعَنْ ذِهْنِكُم، ولا تَرْتاعوا، لا بِروحٍ ولا بِكَلِمَةٍ ولا بِرِسالَةٍ كَأَنَّها مِنَّا: أيْ اّنَّ يَوْمَ المسيحِ قَدْ حَضَرَ. لا يَخْدَعَنَّكُم أَحَدٌ على طَريقَةٍ ما، لأَنَّهُ لا يَأْتي إِنْ لَمْ يَأْتِ الإرْتِدادُ أوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنْ إنْسانُ الخَطِيَّةِ، اٌبْنُ الهَلاكِ، المُقاوِمُ والمُرْتَفِعُ على كُلِّ ما يُدْعى إلهاً وَمَعْبوداً، حتى إنَّهُ يَجْلِسُ في هَيكَلِ اللهِ كَإِلهٍ، مُظْهِراً نَفْسَهُ أنَّهُ إلهٌ. أما تَذْكُرونَ أَنّي وأنا عِنْدَكُم، كُنْتُ أقولُ لَكُم هذا؟ والآن تَعْلَمونَ ما يَحْجِزُ حتّى يُسْتَعْلَنَ في وَقْتِهِ. لأنّ سِرَّ الإثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فقط، إلى أنْ يُرْفَعَ مِن الوَسَطِ الذي يَحْجِزُ الآنَ، وحينَئِذٍ سَيُسْتَعْلَنُ الأثيمُ، الذي الرَّبُّ يُبيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ، ويُبْطِلُهُ بظُهورِ مَجيئِهِ. الذي مَجيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وبِآياتٍ وعَجائِبَ كاذِبَةٍ، وبِكُلِّ خَديعَةِ الإِثْمِ، في الهالِكينَ، لأنَّهُم لَمْ يَقْبَلوا مَحَبَّةَ الحَقِّ حتى يَخْلُصوا. ولأجْلِ هذا سَيَرُسِلُ إليهِم اللهُ عَمَلَ الضِّلالِ، حتى يُصَدِّقوا الكَذِبَ، لِكَيْ يُدانَ جميعُ الذينَ لَمْ يُصَدِّقوا الحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ" (2 تسالونيكي 2 : 1 ـ 12).

لعلَّ الكثيرين منّا لا يكترثون بأقوال النبوءات والتكهنات التي تُنذر البشرية بإقتراب ودنو يوم مجيء الرب الثاني، على الرغم من العلامات التحذيرية التي تقع وتعصف بنا بين الحين والآخر بدخولنا في الأزمنة الأخيرة التي تظهر واضحة كوضوح الشمس. ولكنهم يبررونها بأن مثل هذه العلامات هي ظواهر طبيعية قد حدثت على مر الأزمنة وهذه حال الكرة الأرضية منذ تكونها. إن كانت كما يدّعون فلماذا لم تحدث في أزمنة النبؤات أو ما سبقها بهذا الزخم الهائل والمُتسارع في التكرار، أو بالأحرى أنّ تلك الأزمنة كانت تَسْتَحِقُّ أكثر مما في زمانِنا من الكوارث الطبيعية لأنّها لم تكُن قد حلّت فيها النعمة، كما صارت لنا منذ تجسُّد الرب الإله. وهذه لا تَفْرَق عند المُختصين بهذه الأمور الذين يُعايَنوها بأنها دائمة الحدوث وبإنتظام في كل الأزمنة. سخونة الأرض وإرتفاع درجة الحرارة فيها، تُرَجَّح أسبابها الى الكثافة السكانية والعبث بموارد الأرض الطبيعية ومُخلّفات الصناعة والحروب... وغيرها التي لها الأسباب المباشرة في التطرُّف المناخي لهذه الأرض، لكن الذي تنبَّأ بكثافة حدوث الزلازل والفياضانات والكوارث الطبيعية الأخرى، الذي تنبَّأ بإزدياد الحروب والمجاعات، بإزدياد الفساد وفقدان العدالة، بكثرة الأنبياء الكذبة، بسُبُل ووسائل بشارة الإنجيل في كل أنحاء العالم، بحدوث إضطهاد عظيم للمؤمنين الحقيقيين في أماكن مُختلفة، بعَيْش العالم في كآبة وتعاسة وترهيب وخوف، بفقدان المحبة وإزدياد الكراهية، بإنعدام الوئام وإزدياد التنافر، بإنعدام الأمان والسلام وإزدياد الجرائم والقتل وووو... أخريات لا تُحصى ولا تنتهي. فأن هذا الذي تنبَّأ بها لم تَكُنْ له أُسُسْ وثوابِت مَرْجَعية أو شواهِد ودراسات عِلمية لِيَبْني عليها تَكَهُّناتِه وقِراءاتِه المُسْتَقْبَلية بما يَخُص الكثافة السكانية والتَطَرُّف المناخي والتطوّر، وإنًّما بناها على ما سَكَبَ الله من روحه فيه ليَنْطُقَ بما سَيَنْهال على الأرض من فواجع وكوارث التي بها يُريد الخالق اشعار الخليقة بصنائِعِه وتدابيره، حتى تبقى مُصانة مكانَتَها ومَجْدَها وبِرِّها في أحضان الآب ولا تخرُج عن طوعِه  أبدا.

المثل الذي تكلّم به الرب يسوع المسيح عن البتولات أو العَذارى العشر (متى25: 1 ـ 13) اللاتي خرجنَ لإستقبال العريس فأنه لدليل واضح على مجيئه الثاني الذي يكون على بغتة وعجلة بدون إشعار. فطوبى لِلْلواتي يَقِظْنَ وسَهِرْنَ حتى مَجيئِه وأَدْشَنَّ مصابيحَ نُفوسِهِنْ بِزيت الإيمان، فأولئِنَّ قد تَلَذَّذْنَ بقُدومِ العريس وبنِعْمَتِه ودَخَلْنَ الى فرح العُرْس، لأنَّهُنَّ اتَّخَذْنَ التدابير اللازمة في استقبال العريس. بِعَكْس البتولات الخمس الأُخْرَيات الجاهِلات اللواتي انْتَظَرْنَ أيضاً لِمجيء العريس المُباغِت. فهُنَّ قد أهْمَلْنَ في حياتِهِنْ تَزْويدَ أنْفُسِهِنْ وشَحْنِها بِمُقْتَنَيات الإيمان، وأن مَسْألَة إملاء النفوس بهذا الزيت مَقْرونَة فَرْدية لا يَقْدِر الآخَرْ سَدَّها مهما امْتَلَكَ، "لأنّ كُلَّ واحدٍ مِنّا سَيُعْطي عَنْ نَفْسِه حِساباً لله". (رومية14: 12).

هو عاش بينَهُنَّ مُتَجَسِّدا مُعْلِناٌ عن نفسه يُنادي النفوس الجائعة لخُبْزِ الحياة والذوات العَطِشة لشُرْب الماء الحي والقلوب المُنْكَسِرة لِلَهْفَةِ الشفاء ولأسْرى ومَسْحوقي الروح في الخطيئة بالإطْلاق والتحَرُّر وعُميان العَقْلِ والحِكْمَةِ بالبَصَر. فهُنْ لم يَسْتَجِبْنَ لمُناداتِه ولم يَصْحَوْنَ لأعْمال البِرِّ التي قَدَّمَها ولم يَتَزَوَّدْنَ ويَتَسَلَّحْنَ بِمَحْروقاتِ الروح التي أعْطاها لَهُنْ.

"فعِنْدما يأْتي المَلِك الذي دَعا الجميع الى عُرْسِ ابنِهِ ويَرى أحَداً هُناك بِغَيْرِ لِباسَ العُرْسِ، حينَئِذٍ يَأْمُرُ المَلِكُ خُدّامَهُ : بأنْ يَرْبُطوا يَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ، ويَأْخُذوهُ ويَطْرَحوهُ في الظُلْمَةِ الخارِجيّة، وهُناك يَكونُ البُكاء وصَريرُ الأسْنانِ". (متى22: 11 ـ 14). فهكذا يفْعَلُ الرّب أيضاً مع الجاهلات وأمْثالِهِن عندما يُغْلُق البابَ بوَجْهِهِنْ ويقول لَهُنَّ ابْتَعِدْنَ عنّي، فأنا لا أعْرِفُكُنْ. عندَئِذٍ لا يَنْفَعُ شيئا مهما صَرَخْنَ وبَكَيْنَ وطَرَقْنَ البابَ.

وأما لوقا البشير في الإصحاح 21: 34 ـ 36  فيقول:( فاٌحْتَرِزوا لأنْفُسِكُم لِئَلا تَثْقُلْ قُلوبُكُم في خُمارٍ وسُكْرٍ وهُمومِ الحياةِ، فيُصادِفَكُم ذلك اليِوْمُ بَغْتَةً. لأنَّهُ كالفَخِّ يأْتي على جميعِ الجالِسينَ على وَجْهِ كُلِّ الأرضِ. إِسهَروا إذاً وتَضَرَّعوا في كُلِّ حينٍ، لكي تُحْسَبوا أهْلاً للنَّجاةِ من جميعِ هذا المُزْمِعِ أنْ يَكون، وتَقِفوا قُدّامَ اٌبْنِ الإنسانِ.)   

وكذلك نقرأ في رسالة بولص الرسول إلى أهل تسالونيكي في الإصحاح 5: 2ـ3. فيقول: "لأنَّكُم أنْتُم تَعْلمون بالتَّحْقيق أنّ يومَ الرَّبِّ كَلِصٍّ في اللَيْلِ هكذا يَجيءُ. لأنَّهُ حينَما يقولون "سلامٌ وأمانٌ"، حينَئِذٍ يُفاجِئُهُم هَلاكٌ بَغْتَةً، كالمَخاضِ لِلْحُبْلى، فَلا يَنْجُونَ".

صارت معلومةً وعَلانيةً للجميع بعد كرازة الإنجيل لجميع الأُمَم أن مجيء الرب يسوع المسيح الأول والذي كان لأجل خلاص البشرية، قد وقع فعلا وكل النبؤات في الكتاب المقدس قد تحققت وكل الدلائل والبراهين قد أثبتت صحة وقوعه سواء من خلال أحداث التأريخ أو علمياً، حتى وإن لم يحدُث علانية وأمام مرأى جميع الأُمم. نعم هُم قِلّة الذين شهدوا لمجيئه الأول، فمنهم مَن سَبَقوهُ في ولادته بألاف السنين وتَنَبَّؤوا في عَصرِهم بمجيئه وخلاصه كُلٌّ حسب رُؤْيتِهِ، ومِنهُم مَن كانوا معاصرين لتَجَسُّدِه عند ولادته وطفولته وحياته وعملِه وسلوكه ومُعاشَرَتِه لأهْلِه وأقرِبائِه وأصدقائِه حتى بداية كرازَتِه وإعلانِه لنفْسِه، فكانت معمودية يسوع المسيح من يوحنا المعمدان وشهادته ليسوع بأنّه المخلص الفادي الآتي الى العالم، هي بمثابة نقطة الإنطلاق والحسم ولحظة إعلان الخلاص للبشرية في حضور الله النعمة مع البشر. فصار يسوع في مجيئه الأول كَمَفْرَق طُرُق حيث هناك مَسلَكان، الأول مُرْشِداٌ الى ملكوت الله والثاني مَدْخَلاً الى العالم المُتَشابك من كل جوانبه. فطوبى لهؤلاء الذين سَلَكوا وراء النور الذي جاء الى عالم الظُلُمات وتَلَذَّذوا بنِعْمَتِه وعرفوه وآمَنوا بمجيئَه لأنّه جاء لِخلاص خاصّتِه.

نعم، إن كانوا قد تَشَكَّكوا ولا يزال الكثير يَتَشَكَّكون بِبَشارَة حَبْلِهِ من الروح القُدْس، وأَذَلّوه واحْتَقَروا ولادَتِه، وألحقوا به الأذى منذ نعومَتِه وطفولَتِه، هَرَّبوه إلى مِصْرَ ليَنْقُذوهُ من بَطْشِ هيرودس، وعاش فقيرا في حياتِه يُزاوِلُ مِهْنَة النجارة ولَم يَعِرْ أَحَداً لِسُلوكِه الحَسِن ولا لِكلامِه الصادِقْ ولا لِبِرِّه وكَمالِه ومَحَبَّتِه وتواضُعِه، لم يَقْتَني ذهبا ولا فضة أو مالاً أو مٌقتَنياتٍ أُخرى، لم يبني له قصوراً. أن أوَّلَ مَنْ أهانَه وطَرَدوه ولم يَقْبَلوه بَيْنَهُم، هُم أَهْلَهُ عندما بَدَأَ بِمَهامِه الخلاصية. "كانَ النُّورُ الحَقيقيُّ الذي يُنيرُ كُلَّ إنْسانٍ آتِياً إلى العالَمِ. كانَ في العالَمِ، وَكُوِّنَ العالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ العالَمُ. إلى خاصَّتِهِ جاءَ، وخاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلَهُ." (يوحنا 1: 9 ـ 11.) وأخيراً جازوهُ على تعاليمِه النَيِّرَة ومُعْجِزاتِه وتَسامُحِه اللا مَحْدود وشَفائِه للمَرْضى والمَفْلوجين وفَتْحِه عيون العِمْيان وتَحْريرِه المَأْسورين من الأَرْواحِ النَّجِسَة وإِشْباعِه آلاف الجِيّاع وإِحْيائِه المَوْتى.. حيثُ قاموا بِقَتْلِه على خشبة الصَّليب، بعد مُلاحَقَتِه وإتهامِه وإدانَتِه وتَعْذيبِه وَتَتْويجِهِ بِإِكليل الشَّوْك. وماتَ على الصليب فادياً ومُخَلِّصاً للجميع.

وإن ظَنَّ البعض بِضُعْفِ المسيح في مجيئِه الأول وخاب أمَلِهِم بقُدْرَتِه على الخلاص، فهؤلاء لم يعرفوا أصلاً عظمة المسيح وقوَّتِه وكمال ناسوته الذي لم يُماثِلُه أحدا من البشرية جمعاء. فأنّ محبّته، تسامحه، تواضعه، فدائه، عدله وغيرها من الصفات اكتملت فيه فقط.  

أما في مجيئِه الثاني الذي سَيَكون للدَيْنونة، فسَتَراهُ كُلَّ عَيْن ولا مجال للشك بتاتاً. سَيَأْتي بِقوة وعَظَمَة على السَحاب ومَحْمولاَ على أجْنِحَة الروح، لا على المِذْوَدْ الحقير. معه جميع ملائكة النار والروح ولا يكون وحيدا مَذْلولاَ. سيُلاحِقُ ويُعاقِبُ كُلَّ هؤلاء المُذْنَبين الأشرار من أعوان التنين والوحش، الذين تَسَبَّبوا بالأرضِ فسادا وفِتَناً وأوجاعا وسفك الدماء. "فَقُبِضَ على الوَحْشِ والنَّبي الكذّابِ معَهُ، الصّانِعُ قُدّامَهُ الآياتِ التي بها أضَلَّ الذين قَبِلوا سِمَةَ الوَحْشِ والذين سَجَدوا لِصورَتِهِ. وطُرِحَ الإثْنانِ حَيَّيْنِ إلى بُحَيْرَةِ النّارِ المُتَّقِدَةِ بالكِبْريتِ. والباقونَ قُتِلوا بِسَيْفِ الجالِسِ على الفَرَسِ، الخارِجِ من فَمِهِ، وجميعُ الطُّيورِ شَبِعَتْ من لُحومِهِم". (رُؤيا يوحنا 19: 20 ـ 21).

البشير متى يُخْبِرُنا عن مجيئِه في الإصحاح 24: 30 ـ 31 فيقول: "وحينَئِذٍ تَظْهَرُ علامَةُ اٌبْنُ الإنسانِ في السّماءِ، وحينَئِذٍ تَنوحُ جميعُ قَبائِلِ الأرْضِ، ويُبْصِرونَ اٌبْنَ الإنسانِ آتِياً على سَحابِ السّماءِ بقُوَّةٍ ومَجْدٍ كثيرٍ، فيُرْسِلُ ملائِكَتِه بِبوقٍ عظيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعونَ مُخْتاريهِ من الأرْبَعِ الرِّياحِ، من أقْصاءِ السَّماواتِ إلى أقْصائِها".

 لا تَطَأْ قَدَمِه على هذه الأرض المُدَنَّسة وإنَّما يَرْسِل ملائِكَتِه لِيَأْتوا بالأبْرار والصَدّيقين، المُقامونَ من الأموات والأحياء، إليه لِمُلاقَتِه في الهواء. وبعدها سيَرْسِل الله غَضَبِه على الباقين لِمُعاقَبَتِهم على تَمَرُّدِهِم وشَرِّهِم. ويُذَكِّرُنا بولص الرسول بهذا الخصوص في رسالَتِه الأولى الى أهل تسالونيكي في الإصحاح 4 : 16ـ 18. "لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ بِهِتافٍ، بِصَوْتِ رَئيسِ مَلائِكَةٍ وَبوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ من السَّماءِ والأمْواتُ في المَسيحِ سَيَقومونَ أوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأحْياءَ الباقينَ سَنُخْطَفُ جميعاً مَعَهُم في السُّحُبِ لِمُلاقاةِ الرَّبِّ في الهواءِ، وهكذا نَكونُ كُلَّ حينٍ مَعَ الرَّبِّ".

أمّا لوقا البشير فَيَصِفُ مَجيئَهُ في الإصحاح 21: 25 ـ 27 هكذا فيقول: "وتكونُ علاماتٌ  في الشَمْسِ والقَمَرِ والنُجومِ، وعلى الأرْضِ كَرْبُ أُمَمٍ بِحَيْرَةٍ. البَحْرُ والأمْواجُ تَضِجُّ، والناسُ يُغْشى عَلَيْهِم من خَوْفٍ وإنْتِظار ما يَأْتي على المَسْكونَةِ، لأنّ قُوّاتِ السماواتِ تَتَزَعْزَعْ. وحينَئِذٍ يُبْصِرونَ آبْنَ الإنْسانِ آتِياً في سَحابَةٍ بِقُوَّةٍ ومَجْدٍ كثيرٍ".

والبشير يوحنا يقول في 14: 3 "وإِنْ مَضَيْتُ وأعْدَدْتُ لَكُم مكاناً آتي أيْضاً وآخُذُكُم إلَيَّ، حتّى حيثُ أكونُ أنا تَكونونَ أنْتُم أيْضاً".

وفي أعمال الرُسُل 1: 11 "وقالا:"أيُّها الرِّجالُ الجَليليُّون، ما بالُكُم واقِفينَ تَنْظُرونَ إلى السّماءِ؟ إنّ يَسوعَ هذا الذي آرْتَفَعَ عَنْكُم إلى السَّماءِ سَيَأْتي هكذا كما رَأَيْتُموهُ مُنْطَلِقاً إلى السّماءِ".

في رسالة يعقوب 5: 8 يقول (فتَأَنّوا أنْتُم وثَبِّتوا قُلوبَكُم، لأنّ مجيءَ الرَبِّ قدْ اٌقْتَرَبَ).

في رسالة بطرس الثانية 3: 10 "ولكن سَيَأْتي كَلِصٍّ في اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَبِّ، الذي فيه تَزول السَّماواتُ بِضَجيجٍ، وتَنْحَلُّ العَناصِرُ مُحْتَرِقَةً، وتَحْتَرِقُ الأرْضُ والمَصْنوعاتُ التي فيها".

في رؤيا يوحنا 1: 7 "هوذا يأْتي مع السَّحاب، وسَتَنْظُرُه كُلُّ عين، والذين طَعَنوهُ ويَنوحُ عليه جميعُ قبائِلِ الأرْضِ. نعم آمين".

في رُؤيا يوحنا 14:14 ـ 16 "ثُمَّ نَظَرْتُ وإذا سحابَةٌ بَيْضاء، وعلى السّحابَةِ جالِسٌ شِبْهُ اٌبْنُ إنْسانٍ، لَهُ على رَأْسِهِ إكْليلٌ من ذَهَبٍ، وفي يَدِه مِنْجَلٌ حادٌّ. وخَرَجَ مَلاكٌ آخَرُ من الهَيْكَلِ، يَصْرُخُ بِصَوْتٍ عَظيمٍ إلى الجالِسِ على السَّحابَةِ : "أرْسِلْ مِنْجَلَكَ وأحْصُدْ، لأنّه قدْ جاءَتِ السّاعَةُ للحَصادِ، إذْ قدْ يَبِسَ حَصيدُ الأرْضِ". فألْقى الجالِسُ على السّحابَةِ مِنْجَلَهُ على الأرْضِ، فحُصِدَتِ الأرْضِ".

في رُؤيا يوحنا 19: 11 ـ 16 "ثُمَّ رَأَيْتُ السّماءَ مَفْتوحَةً، وإذا فَرَسٌ أبْيَضُ والجالِسُ عليهِ يُدْعى أميناً وصادِقاً، وبالعَدْلِ يَحْكُمُ ويُحارِبُ. وعَيْناهُ كَلَهَبِ نارٍ، وعلى رَأْسِه تيجانٌ كثيرَةٌ، ولَهُ اٌسْمٌ مَكْتوبٌ لَيْسَ أحَدٌ يَعْرِفُهُ إلاّ هو. وهو مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْموسٍ بِدَمٍ، ويُدْعى اٌسْمُهُ "كَلِمَةَ اللهِ". والأجْنادُ الذينَ في السّماءِ كانوا يَتْبَعونَهُ على خَيْلٍ بيضٍ، لابِسينَ بَزّاً أبْيَضَ ونَقِيّاً. ومن فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ ماضٍ لِكَي يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وهو سَيَرْعاهُم بِعَصاً من حَديدٍ، وهو يَدوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وغَضَبِ اللهِ القادِرِ على كُلِّ شيءٍ. ولَهُ على ثَوْبِهِ  وعلى  فَخْذِهِ اٌسْمٌ مَكْتوبٌ : "مَلِكُ المُلوكِ ورَبُّ الأرْبابِ".

في رُؤيا يوحنا 20: 11 ـ 15 "ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشاً عَظيماً أبْيَضَ، والجالِسَ عليهِ، الذي من وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأرْضُ والسّماءُ، ولَمْ يوجَدُ لَهُما مَوْضِعٌ! ورَأَيْتُ الأمْواتَ صغاراً وكباراً واقِفينَ أمامَ اللهِ، واٌنْفَتَحَتْ أسْفارٌ، واٌنْفَتَحَ سِفْرٌ آخَرُ هو سِفْرُ الحَياةِ، وَدينَ الأمْواتُ مِمّا هو مَكْتوبٌ في الأسْفارِ بِحَسَبِ أعْمالِهِم. وسَلَّمَ البَحْرُ الأمْواتَ الذينَ فيهِ، وسَلَّمَ المَوْتُ والهاويِةُ الأمْواتَ الذين فيهِما. ودينوا كُلُّ واحِدٍ بِحَسَبِ أعْمالِهِ. وطُرِحَ الموتُ والهاويةُ في بُحَيْرَةِ النّارِ. هذا هو الموتُ الثاني. زكُلُّ مَنْ لَمْ يوجَدْ مَكْتوباً في سِفْرِ الحياةِ طُرِحَ في بُحيرَةِ النّارِ".

فكل الدلائل تُشير على أنّ مَجيئِه الثاني بات قريباً، وإنْ كان ولا يزال يَعيشُ في وَسَطِنا ومُتَجَسِّدا بأعماله بَيْنَنا ويُفْدينا في كُلَّ حين ويَتَأَلَّم لخطايانا، كُلَّما صَرَخْنا وتَضَرَّعْنا إليه بِقَلْبٍ صادِقٍ ونَقي تَغْمُرُه المحبّة والتسامُح، لِيُنْقِذُنا من الهلاك المُحْتِم الذي صار على الأبواب. "وعَلِّموهُم أنْ يَحْفَظوا جميعَ ما أوْصَيْتُكُم بِهِ. وها أنا مَعَكُم كُلَّ الأَيَامِ إلى آنْقِضاءِ الدَّهْرِ" (متى28: 20) وإلاّ ماذا يَنْفَعُ الصَراخ الزائِف، فعِنْدَهُ غير مَسْموع حتى إنْ عَرَفْنا عنه الكثير وقَرَأْنا عنه الكثير، إنْ لم نَعْرِفُه هو شَخْصُه وإن لم نَسْمَع طَرَقات يَدِه المثقوبة بِمَسامير آثامِنا ومَعاصينا على أبوابِ قُلوبِنا المُتَحَجِّرَة وما يقولَه لنا ويُنادينا للتَخَلّي عن كل ما يٌغْرينا ويُلْهينا ويَلْتَهِمُ عُقولِنا في هذه الدُنيا التي تَخْنَقُ حَياتَنا بِأَشواك الحقد والكراهية والكبرياء والأنانية وانْغِماسُنا في إدمان مُغْريات العَصْرِ وهَلْوَسَتِه. فأنّه بلا شك سَيَدْرُكُنا الوقت ونُفَوِّت الفُرصة عَلَيْنا عند مَجيئِه المُباغِت، فَعِنْدَها سنُطْرَح خارِجاً حيثُ البُكاءَ وصريرَ الأسْنانِ.

 
 

Copyright  www.karozota.com

 
  
 

English