سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

 

تسبحة عيد الصعود

 

 

الملفان كوركيس وردا الأربيلي

 

تعريب: الأب يوخنا ياقو

 

   

 

طريق الابن الوحيد لا تُدرك من قبل الخلائق. وتشهد على ذلك كلمات الحكيم: "النسر في السموات والسفينة في قلب البحر والحية على الصخر... طرق هؤلاء لا أعرفها"*. وإن كانوا هكذا... لا يُدركوا بالعقل، فكم بالحري طريق العليّ! صعب ومستتر وسام.

كلمة الآب الوحيدة... الذي له مساوٍ بالجوهر، شاء بمحبته الأبدية... وظهر بالجسد البشري.

آية صنع بمجيئه... لمّا امتلئت منه خليقته، وبينما لا حدّ لوجوده... أصبح إنساناً بنعمته.

اقنومه مستتر عن الرؤى... ولا يُدرك قط بكل المعارف، فليس له حد ولا قياس... ولا زمن أو مقدار.

هذا العظيم... نال كأبيه بالوجود، شاء بمحبته وحلّ في العذراء... فاكتسى جسد بشري.

الحبل به لم يكن من رجل... ولا ولادته أبطلت العذراوية، لذا دعاه عجيبًا... النبي وكلمته الحقيقية.

بميلاده ارتجت الممالك... وبعماذه غفر الخطايا، وبصومه صنع الغلبة... لكل الطبيعة البشرية.

مات وقتل بموته الموت... وأدان بجسده الخطيئة، وقام ووهب لجنسنا قيامة... وإلى السماء بمجد صعد.

لمّا ابتدأ ابن العليّ... يُحلق إلى بلده العليّ، اصطحب معه جماعة الرسل... حتى وصل إلى بيت عنيا.

ولمّا بدء ينفصل عنهم... لرسله أمرهم، وهكذا قال لهم... عودوا إلى صهيون ولا تحزنوا.

لا تتضايقوا لأنني ذاهبٌ... وعنكم بالجسد مُنتقل، فإن لم أذهب أنا... روح القدس لن أرسل لكم.

لا تبرحوا من أورشليم المدينة... حتى تأتي الموهبة، وتظفروا بالعجائب... والآيات والمعجزات.

بها أكشف قوة عظمتي... وأظهر جبروتي، وأبين سُلطاني وربوبيتي... ليُكرز بكل اسم لاهوتي.

ولمّا شرع ينفصل عنهم... بإنذهال أوقفهم، جَسّد الهواء أمامهم... واختفى عن مرآهم.

أسرعت للقاءه القوات... واجتمعت معسكرات، وهتفوا وضربوا بالأبواق... جميع جنود الملكوت.

بغتة وبرهبة... عوض لباس القرمز، من سحاب بيض... تزينت له مركبة.

أسرع لملاقاته بعجلة... الروحانيين بلهفة، احنوا رؤوسهم سوية... وسجدوا له بمحبة.

الملائكة يخدمونه... والقادة يسجدون له، والملائكة معهم يحمدونه... والطغم الأخرى في رهبة.

والسلاطين يهتفون... والسادة يغنون، أما المجالس يرفعون... والسرافيم قدسه يخبرون.

الكروبيم صاروا حاملين... لابن الطبيعة الترابية، وهتف طغم النوريين... وقوات الروحانيين.

من الذي جاء بمجد... على سحاب النار والروح، والآب الذي يناديه ببهجة... تعال واجلس على الكرسي الممجد.

من هذا الذي إنسان بمظهره... ومن أمامه تهتج القوات والطغم... وله يسجدون، لينظروه ولا يستطيعون.

من الذي جاء بجسد... وممتلئ بأكمله إعجوبة، وللروحانيين يقيم بانذهال... بهذه التي عندهم تُصنع.

من هذا الذي بين السفليين... يصعد لبلد السماويين، ويُفزع الروحانيين... ويُذعر النوريين.

من هذا الذي أظلم الأنوار... بنظير جمال ثيابه، ويبتهجوا أمامه الملائكة... وله يبجلوا بكل وقار.

من هذا الذي هو ثمرة نبتت... وأزهرت من الأرض، وجاء وعبر بالجلد... بلا خرق ولا باب.

من هذا الذي شعلة ولهبة محترقة... صارت له اليوم كالسرير وعليه بمجد جلس.

من هذا الذي تصعب علينا... طلبته ولا تهون علينا، وكإبن الإنسان يترآى لنا... وكالرب لا نبلغه.

إذا خفيت من أين له... الدالة الواضحة عليه، وإن تجلّت من أعطاه... أن مركبة تصغي له.

تخافه الزمر... والجموع ترهبه، وجميعهم لأوامره تُصغي... ولمشيئته تستلم.

من يعلمنا عن هذه... التي تعجز عن رؤيته العين، ولا يدركه الفكر... لا الفهم ولا العقل.

كما الكلمة في النبوة... علمتهم السرّ، هذا هو ولد الوجود ... الذي لبس جسد الناسوت.

إنه الحقيقة الرب... وكل شيء صنع وخلق، وبنعمته لبس الجسد... ليحيّي كل لابسيّ الجسد.

وحيث صعد للسماء... أرسل لتلاميذه المختارين، ملاكين بلباس بهي... وقالوا لهم بصوت عذب.

أيها الجليليون ما بالكم واقفين... وإلى السماء مالكم تشخصون، ليسوع الذي ارتفع عنكم تطلبون... أرجعوا إلى حيث أمركم.

كما ارتفع بوقار... هكذا سيأتي ببهاء، ويجدد كل ما خلق... ويُحمد كرب وابن.

يا من شوهد زمناً بالناسوت... وكذلك يُشاهد باللاهوت، تحنن وارحم برأفة... لواضع الترتيلة الضعيف.

مبارك صعودك... مُمجد عُلوك، الابن الذي خلصنا بحلوله... ورفع جنسنا بصعوده. ووعدنا بالحق... ومزمع أن يأتي كما جاء، ليخلصنا من يد الموت. ونرث معه في الملكوت... ونسبحه كل الأيام.

 --------------------------------------------------------

* أمثال 30: 19

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English