سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

في الأشياء الطبيعية والغير طبيعية

 

القديس مار اسحاق السرياني

   

 

كل نفس إذا ما أخذت وازدرت اهتمام وهذيذ الأمور على ما في طبيعتها أي الجسدانية، ليس هي محتاجة لعناية كثيرة وجهد كبير لتجد في ذاتها حركات الحكمة التي توصلها إلى اللـه. لأن السكون والابتعاد عن العالم بالطبع يثير حركات إفهام الخلائق بالنفس ومنهم ترتفع إلى اللـه وتثبت في الدهش.

إذا لم تدخل المياة الغريبة إلى ينبوع النفس، فحينئذ المياه التي من طبيعتها تتبع التي هي الأفكار الدهشة المتحركة إلى اللـه في كل وقت، وإذا ما وُجدت خارج من هذه أو بسبب من ذكر غريب أخذت، أو الحواس حركوا عليها اضطراب بملاقاة الأمور فهي تسبب الحروب.

وإذا ما الحواس ينحجزوا بالسكون الدائم والتذكارات يبلوا ويعتقوا بالمعونة التي من الهدوء، عند ذلك طبيعة الأفكار النفسانية تنظر، وإيش هم، وما هو طبع النفس وأي كنوز مذخرة فيها؟ الكنوز هي الإفهام الروحية المتحركة بها من ذاتها من غير عناية وتعب حتى والإنسان ما يدرك إن كان مثل هذه الإفهام تتحرك في الطبع البشري ومن الذي صار له معلم أو كيف وجد هذا الشيء الذي إذا ما أراد أن يصف هيئته لرفيقه ما يعرف، أو من هو الذي أرشده لهذا الأمر الذي لم يتعلمه من آخر.

هذه هي طبيعة النفس، فالآلام والشهوات هم دخيلة على النفس، لأنها بطبعها غير متألمة، وإذا سمعت الكتبب تتكلم عن آلام جسدانية ونفسانية، افهم أن لأجل أسبابها قيلوا، لأن النفس ليس في طبعها الآلام الشهوانية، أما الفلاسفة الخارجين ولا أتباعهم يوافقون على هذا الرأي، وأما نحن نصدق أن اللـه لم يصنع في صورته الآلام.

قولي صورة اللـه لست أعني الجسد بل النفس التي هي غير مرئية، لأن كل صورة يتشكل فيها نموذج ما تشبه.

والصورة المرئية ليس يستطاع أن يتصور فيها صورة الغير مرئي، ولهذا نصدق أن ليس في طبع النفس آلام كما تقدم القول.

فإن قاومنا أحد في هذا... فليقل لنا أيما هي طبيعة النفس: هل تكون بغير آلام وهي مملوءة نورًا؟ أم تتحرك بالآلام الشهوانية وهي مظلمة؟

إنه إذا ما كان طبع النفس نقي بقبول النور السعيد، تكون قد رجعت إلى خلقتها الأولى، وإذا ما تحركت في الآلام هو الشيء الخارج عن طبعها وقد خرجت إليه.

وهذا هو اعتقاد البيعة المقدسة...

فظهر الآن إن الآلام من بعد قد دخلوا على طبع النفس، ولا ينبغي أن نعتقد أن ثمة آلام نفسانية بالكلية لكي تتحرك فيها النفس، وإنما بالشيء الذي خارج عن طبعها تتحرك وليس بما يخصها من دون الجسد وأن يظن إذا تحركت بهؤلاء أنهم طبيعة لها، فيكون الجوع والعطش والنوم مختص بالنفس لأنها مع الجسد تحزن بهم، وتتنيح، وأيضًا قطع الأعضاء والأوجاع والأمراض وما تبقى لأجل شركتها مع الجسد يتضيق بهم وهي معه، وتتحرك أيضًا بأفراح الجسد.

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English