سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

ماذا يعني الميلاد لك شخصيًا؟

 

الأب يوخنا ياقو

   

 

يحتفل العالم المسيحي في هذا الوقت من كل عام بذكرى الميلاد المجيد، ذكرى ولادة السيد المسيح. فإذا بنا نرى فرصة لتبادل الهدايا، ولبس الثياب الجميلة، وأكل الأطايب... وإذا بالبعض الآخر يرى فرصة لتسويق بضاعته وتنشيط تجارته... وإذا بآخرين يحتفلون بالمسرحيات والافلام والغناء والرقص، بل وبالسكر والقمار والسهر لحد الصبح، الى ما هنالك من مُتَع الجسد والدنيويات... وبالرغم من كل هذا يعلّقون الزينة التي تُظهر الدلالة على هذا العيد المجيد، لكنهم للأسف الشديد، لا يدركون حقيقة هذه الولادة الالهية في صورة إنسان ولا يلمسون معنى تلك الولادة مؤخرًأ في حمل الصليب وانتصار الرب على الموت.

فالمسيح لم يُولد لكي نستمر في حياتنا الخاطئة، ولم يُصلب لنزداد في الغوص العميق في بحر الملذّات الدنيوية الفاسدة، والمطامع المادية الزائلة.

لا يعني الميلاد تعصّباً أعمى لهذا الدين او تلك الطائفة في احتفالنا في أيام مختلفة، لا يعني الاحتفال به بالمظهر الخارجي، بينما يفرغ القلب من محبة المسيح وروحه الصالح.

لا يعني الميلاد انتماء لهذه المجموعة او تلك، فنتذكّره في المناسبات، وبدون مفهومه الصحيح.

فالذين لا يعرفون معنى ميلاد المسيح، يسميهم الانجيل بالهالكين الجاهلين، فلا نتشبه بهيرودس الذي جمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم: "اين يولد المسيح؟"، فالمغارة التي وُلد المسيح فيها ليست ببعيدة عنّا، إنها في قلوبنا، والشمس التي أضاءت هناك في بيت لحم، تضيء قلوبنا عندما نوفر ذلك المذود الدافئ ليولد الرب بمجد فيه.

فالمسيح المدعو كلمة الله، جاء من قلب الله وذاته متجسّدا، لكي يحمل خطايا البشر في جسده، على الصليب، ليدينها ويمحوها، ولكي يغفرها لكل من يؤمن به حقاً وفعلاً، لا كلاماً وادّعاءً، ولكي يمنح كل مؤمن به الحياة الابدية.

وُلد اليوم المسيح كي يُولد كثيرون ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله...

وُلد المخلص لنسمع صوته، فهو الملك، وهو وُلد وأتى إلى العالم ليشهد للحق، وكل من هو من الحق سيسمع صوته.

ولد وشاء ان نُولد بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه...

وُلد حسب رحمة الله الكثيرة لنولد ثانية لرجاء حيّ بقيامة يسوع المسيح من الاموات...

لم يُولد في قصر، ولا رُتب لولادته كما نرتب اليوم ولادة أبناءنا بل كانت إرادة الله أن يأتي المسيح للعالم في صورة ترابية كي نكون في صورة سماوية...

الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا للّه، لكنه اخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس.

كانت ارادة الله أن يأتي في المسيح ويتحمّل عقاب خطايا البشر على الصليب، لكي يحرّرهم من الخطيئة ويخلّصهم من الشيطان ومن جهنّم. وقد قال المسيح بفمه الطاهر "أنا أضع نفسي عن الخراف... أنا اضع نفسي لآخذها أيضا، ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي، لي سلطان ان أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضاً..."

فالله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة، ونحن ننظر مجد الله الظاهر في ابنه الحبيب.

حيث أنّ الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه، غير حاسب لنا خطايانا...

فكما كان المجد لبيت لحم الصغيرة ليخرج منها من يكون متسلطا على العالم ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل... هكذا يستطيع الرب أن يمجد القلب الذي يحويه...

لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام...

وُلد اليوم ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي اقدامنا في طريق السلام...

ليتنا نضم صوتنا مع تسبيح مريم للرب وتبتهج روحنا بالله مخلصنا، لأنه نظر إلى اتضاع جنسنا، لأنه القدير الذي صنع بنا عظائم واسمه القدوس. رحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه. صنع قوة بذراعه، شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. أنزل الأعزاء منا عن كراسيهم ورفع المتضعين. أشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين.

لنصلي كي نستطيع رؤية محبة الله التي تجلّت في المسيح المُضجع في مذود؟

لنبتهل كي نستطيع رؤية قوة الله التي تجلّت في ظهور جند تسبيح سماوي لرعاة؟

لنطلب منه أن تدخل محبته وقوته إلى قلوبنا وروحنا وحياتنا...

لنجعل هذا العيد ميلادًا جديدًا عظيمًا...

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English