سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

من عام إلى عام، فما الغاية؟

 

منى يوسف دكا

   

 

"لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك"

متى (6 :16)

قبل أيام قليلة كما أنتظر الجميع عيد رأس السنة الجديدة هكذا انتظرته أنا أيضا. وشعرت حينها بأنه وجد  شعور بواجب البهجة تسلل إلي ولا أراني اجتهد ته اصطناعه. لماذا؟ لست ادري. ولكن هكذا اعتدت دوما استقبال المناسبة. حيث كنت بصحبة أحب الناس على قلبي تلك الليلة ولكن ما كان الفرق فأنا بصحبتهم كل مساء أو على الأقل هكذا أمكنني أن أختار. صخب الموسيقى الذي ألغى كما حلوا له الحضور من حولي وأقتاذفني بين حنين الأمس وأشواق الغد خلافا لأي وقت آخر مضى، سمحت  له ذلك المساء أن يجرفني طرباً أو ترنماً. لماذا؟ لماذا الكل أعتاد أن يكون في هجمة باسمة على تلك الساعات القلائل المتبقية من عام منصرم التي آيا كان سحرها فهي طويت بانتهائها عاماً كاملاً وخسر الكل سنة من العمر لا يمكن استرجاع أي من لحظاتها إلا استذكاراُ أن  وجد  ما استحق الاستذكار من لحظاتها؟

 

استوقفتني ليلة عيد رأس السنة واستوقفني أول يوم فيها من سنة جديدة عدت فيه إلى مكتبتي أرته استبدال رزنامتي فجمعت أورقها من بين دبوسين ورميتها في سلة مهملات من قربي فتبعثرت في تلك الهوة الباردة كثيرةً، كثيرةً وفي الغالب كانت بيضاء لا ذاكرة فيها. ودون كثير من التفكير رأتني الملم تلك الأوراق جميعا ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً واضعتاً أمامي متأملةً. كبيرة هذه الكمية من العمر، ماذا تراني دونت؟ أو ماذا تراني أنجزت؟ اجتماع عمل ثم اجتماع... وبعدها غذاء عمل أخر ثم أخر، موعد مع طبيب، مقابلة مع صديق من أجل الراحة والبحث عن مخرج من متاعب الحياة... لم يكن لأي منها صدى عميق في نفسي أو مكان ما في ذاكرتي.  

 

كم من السنين والأعوام مرت هكذا ويمكن أن تمر وأعظم انجازاتي كمنت أو تكمن في استهلاك الزمن والاقتراب أكثر، فأكثر من مرحلة العد العكسي؟ ولأول مرة وجت نفسي جادة في البحث عن مفهوم الإنجاز. الإنجاز الذي يكمن معه الابتهاج بعام مضى وخوض عام جديد دون الانزلاق ولو في للحظة واحدة في إحساس الخسارة، الخيبة والخوف من الأتي. ولم أقدر أن ابحث عن مثل هذا الإنجاز خارج دائرة ذاتي والذي كان قد يكون متمثل بحصولي على مرتبة رفيعة في عملي، أو تحصيل ثروة ما هي كمها. أن الإنجاز الذي سعيت، وأسعى إليه كان لا بد أن يبدأ عندي ويسكنني. أنه الإنجاز الذي يرافقني ولا يكمل باكتمال دورة حياتي... أنجاز لا تسلبيني إياه الأيام والأعوام ولا أتركه ورائي. أود أن أنجز دوري في مخطط الأب الاشمل لحياتي أود لكل ما فيها أن يدور في فلك غايته، من اخذ الوقت لإيجادي وإعطائي فرصة الصبور في هذه الأرض. لا أريد أن أكون محض صدفة في عيني الله وليس مجرد رقم يضاف إلى عدد سكان الأرض والسقوط منها من دون هدف مثل أوراق رزنامة. لأن "أيام سنيني تنقرض سريعا فنطير" (مزامير 90 : 10 ).

أود أن يكون أنجازي الأول بأن أقف عن يمين الراعي فيقول لي مع كل الذين عرفوا أن يتحدوا بمشيئته في حياتهم.

"تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأني جعت فأطعمتموني، عطيشت فسقيتموني، كنت غريباً فاوتيموني، عريانا فكسيتموني، مريضاً فزرتموني، محبوسا فأتيتم إلي" (متى 25 :35 ). 

فلراني وجت ذاتي في عامي الجديد ومن ألأب الرحمة والعطاء... أمين في كل الدهور ...

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English