سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

عيد الصليب... عيد النور والنار

 

 

الأب أسعد حنونا

   

 

  يعد عيد الصليب من الاعياد الكبيرة والمهمة في طقوسنا وصلواتنا وكنائسنا لما فيه من طابع البهجة والسرور والفرح والنور والنار واشعال الشعلة ونظرا لحادثة وقصة اكتشاف الصليب المقدس لمخلصنا يسوع من قبل الامبراطور والقديس قسطنطينوس وامه هيلينة. والشفاءات التي صنعها هذا الصليب صليب ربنا يسوع المسيح من يوم اكتشافه والى اليوم.

الصليب الذي هو رمز لكنائسنا على قببها وفي داخلها على مذابحها وعلى جدرانها وعلى كتب طقوسها وملابس كهنتها وجبين شعبها ورمز وشعار لنا نحن المسيحيين ووسم وعلامة لنا اينما ذهبنا بين كافة الامم والشعوب فأنهم يميزوننا بهذا الصليب الذي فدانا به الرب يسوع وارتسمنا به في عماذنا وميروننا وكل اسرارنا، الذي هو علامة يميزوننا بها اصحاب الديانات الاخرى. صليب الحب والمحبة الذي رفع عليه مخلصنا ليكون قدوة لنا ونموذجا حيا في الرضوخ لمشيئة الاب واتمام عمله الخلاصي والفدائي، الصليب الذي اضحى بعد ذلك احد اركان ايماننا المسيحي والذي يذكرنا بمخلصنا وفدائنا.

   من كل هذا اقول اليوم ونحن نحتفل بعيد الصليب المقدس يجب ان نتذكر الام ربنا يسوع المسيح وكيف ان الطريق الذي سار به كان صعبا جدا وقاسيا لدرجة ان الانسان المؤمن والعادي لايطيق على تحمله مهما كانت قوته وطاقته وقدرته وايمانه للمرور بهذا الصليب القاسي والمؤلم والمهين الذي يحمل اشد العذابات. والذي كان في وقت اليهود مدعاة للجهالة والعار ويصلب عليه المجرمون والخارجون عن القانون لكنه اضحى بالمسيح رمز الخلاص ومطلبا للمجد والحياة الجديدة والابدية لنا، بالنسبة لنا نحن المؤمنين بيسوع المسيح ربنا والهنا ومخلصنا علينا ان لانهين هذا الصليب بسوء تصرفنا ولا بكلامنا ولا بأعمالنا ونحن نحمله على صدورنا بل يجب ان نحافظ عليه ونحترمه ونكرمه ونوقره ونقدسه مثلما نحافظ على ارواحنا وانفسنا واجسادنا من الموت والضياع (من اعترف بي امام الناس اعترف به قدام ابي الذي في السموات، ومن انكرني انكرته).

   فالصليب هو طريقنا نحو الاب وهو لم يعد رمز الالم بل رمز الفرح والحياة، بالرغم من ان الاب لم يرد ان يموت ابنه بهذه الطريقة البشعة والغير انسانية كمجرم بين لصوص ولكن هذا كان العقاب الصارم لكل من يقف بوجه الهمجية البشرية الغير معترفة بأرادة الله بل بقوتها وارادتها والتي ارادت التخلص ممن يدعي بنوته لله وانه والله واحد وانه ملك اليهود وانه المخلص الاتي والمسيح المنتطر، فالصليب كان اقصى عقوبة وجزاء يناله من يريد التغير والانقلاب والقيام بثورة واعلان الاصلاح والتجديد وهذا كان مصير يسوع. يسوع الذي علق على الصليب كمجرم وملعون وبعلزبول ورئيس الشياطين اضحى النور الذي يضيء به كثيرون على منارة الصليب والنار الذي يحرق قلب كثيرين ليؤمنوا ويعترفوا به ويتوجهوا نحوه لانه يريدهم ان يخلصوا ويدخلوا الى الحياة الابدية حياة ابناء الله.

   (اذا من اراد ان يتبعني فليحمل صليبه ويتبعني) اي من اراد ان يمشي خلفي فليترك كل شيء وليحملني ويتبعني (ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه). اليوم كلنا مدعوون الى ان نحمل المسيح في قلوبنا وحياتنا وان نؤمن به الايمان الحقيقي والثابت والراسخ ونفتخر به امام العالم وان لا نفرط فيه مهما تعرضنا لالام وصعوبات واضطهادات فبه تكمن حياتنا الجديدة (واذا اضطهدوكم في هذه المدينة فأذهبوا الى اخرى) و (طوبى للمضطهدين من اجل البر فأن لهم ملكوت السماوات) (طوبى لكم اذا اهانكم الناس واضطهدوكم من اجل اسمي فأفرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات) ليس سهلا  ان نحمل الصليب او ان نلتزم به، لانه يجلب لنا مشاكل كثيرة وصعاب جمة وهو يعرضنا لتجارب كثيرة ويضعنا في مواقف محرجة ولكن يجب ان نقولها كمؤمنين لانستحي من صليب ربنا يسوع المسيح الذي به فدانا وخلصنا من ظلم عبودية الشر الذي كنا قد استسلمنا له، ولا نخجل بل نفتخر به ونقول بكل امانة نحن للمسيح والمسيح لنا فلا نتنازل عنه مهما كانت الاسباب وليكن شعارنا وعوننا في كل حين (انا صلبت للمسيح والمسيح صلب لي).

 الصليب رمزنا... الصليب شعارنا... الصليب حياتنا... الصليب خلاصنا

الصليب طريق لنا... الصليب امل ورجاء لنا... الصليب محبتنا اللامتناهية...

الصليب فخرنا وترسنا وقوتنا...                

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English