SV الرئيسية تاريــخ لاهــوت   نشاطات أخبار سؤال وجواب  

تعازي وأحزان

شارك الآخرين أفراحك

إن الديانة النصرانية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

إقرأ المزيد عن الكنيسة

إنجيل الاسبوع

 

سؤال الشهر

 

مــيــديا

 

تـــقـــويــم

 

مــشــاركات

 

أرشيف

 

تـــحــميل

 

روابــــط

 

إتصل بـــنـــا

 

وصية

 جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا. كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا.

 

 

 

لماذا نقدم الصلوات والصدقات من أجل الموتى؟

 

الاركيذياقون د. خوشابا كوركيس (لندن)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ما أن تحدث حالة وفاة في إحدى الأبرشيات، وينهال على كاهن الأبرشية سيل عارم من الأسئلة عن رتبة صلاة الجناز، وما فائدة إقامة القداس على راحة أنفس الموتى، وهل يجوز حرق جثة المتوفي كما يجري في الغرب. وما موقف الكنيسة من العديد من هذه القضايا. ولأجل إلقاء الضوء على هذه الأمور ارتأينا نشر الفصل الأربعون من كتاب الكنوز لمار يعقوب البرطلي المتوفي سنة 1241. مع صور من صفحات المخطوطة التي في حوزتنا باللغة السريانية.

ينبغي قبل كل شيء تقديم الصلوات من أجل الذين رقدوا، ويجب توفر شرطين لذلك:-

الأول: إيمان الذي يصلي، ومدى قربه من الله، وإيمانه والذين يطلبون الصلاة من أجلهم، وإذا لم يكن أولئك الذين تقدم الصلاة من أجلهم قويمي الإيمان والأعمال، ولئن كان الذي يصلي باراً وصالحاً، إلا أنهم لا ينتفعون تطلبون ردياً، تنفع الصلاة للذين يرفعونها والموتى على حد سواء إن كان فيهم إيمان مقرون بالعمل، كما شفى ربنا المخلع[1] من أجل إيمان أولئك الذين دلوه، وابنة الكنعانية [2]، وابن قائد المئة [3] وذلك الأخرس والأعمى والذي كان فيه شيطان [4] حيث قدم آخرون تضرعاً عنه وشفى. ينبغي إذن أن نقيم الصلوات ونقدم القرابين من أجل موتانا دون أن نرتاب.

الثاني: لا تغفر صلاة الكاهن التي تقام من أجل الموتى، القتل والزنى وغيرها، حيث لا توبة عن مثل هذه بعد الوفاة ولا صفح، لأن الصلاة تغفر فقط الأدناس (الزلات) والشوائب التي في الفكر والقول. إن إحضار القسوس والشمامسة إلى الكنيسة يشير إلى أن لكل واحد منزلاً في العالم الثاني بحسب عمله وهو عتيد أن يقف أمام عرش المسيح الرهيب ليجازي بجسده.

أما ترتيل الألحان والتسابيح فيدل على الغلبة التي منحت لنا بواسطة ربنا يسوع على الموت، كالقول الرسولي "والذين آمنوا باسمه حسبهم كرقاد" وأمرنا نحن الذين آمنا أن نفرح ونتشجع كالذين دعوا إلى الوليمة الإلهية، ولهذا نبه يعقوب الرسول حاثاً إيانا بقوله: "أعلى أحد بينكم مشقات فليصل، أمسرور أحد فليرتل"[5]. لأن الترتيل هو علامة الفرح. إن قراءة الوعود الإلهية العظيمة دلالة المنازل السعيدة التي يحل فيها إلى الأبد الذين حصلوا على الكمالات الإلهية بالأعمال الصالحة، فيستقبلون الذي رقد بقداسة، ويحثون أولئك الذين لا يزالون أحياء إلى نهاية شبيهة بنهايته، كما يعلنون لنا عن قيامتنا المجيدة أيضاً.

الشموع التي تسير أمام النعش: إشارة إلى نجاته من ظلام الضلالة وعدم المعرفة وبلوغه إلى المسيح الذي هو النور والحق والحياة الذي ينير كل إنسان يأتي إلى العالم، ومن المعلوم أيضاً أن الذي خرج من العالم بطهارة وقداسة يستنير من جديد.

 رائحة البخور التي تفوح أمام النعش: إشارة إلى ارتفاع الأنفس المحبة لله، كارتفاع الدخان لرقته ولطافته،  ويشير إعطاؤه  السلام إلى أنه انتقل وانفصل عنا كحي وليس كما يظهر مائتاً، "إنه حي لله بالروح" و "عزيز في عيني الرب موت أتقيائه" [6] وإذ ينتظر أيضاً أنه بعد قليل يواجههم متى انحل الجسد، ويعطيهم سلاماً روحياً.

تقدمة القرابين يوم انتقالهم: هي علامة تفيد أنه مثلما خدم القداس في بدايته هكذا في نهايته. والزيت الذي يسكب على شكل صليب، يذكر بالمسحة التي اقتبلها في المعمودية المقدسة، ففي الأولى يدعى إلى الجهاد من أجل تقوى الله، ولكي بواسطتها يتشجع على الغلبة، وبذلك يكون قد جاهد الجهاد الحسن وأكمل سعيه وحفظ إيمانه كما قال الرسول بولس [7]، ويكون مخوفاً على أجناد السماء ولا تطيق الإمساك به.

الذهاب إلى القبر في التشييع: كما ذهب ربنا إلى القبر لعند لعازر [8] إذ كان قادراً أن يحييه دون أن يذهب، كما أنه ذهب عند ابنة يايرس [9] واقترب إلى ابن الأرملة وأقامه [10] والآن أيضاً إذ هو معنا بواسطة الجسد والدم الذي تناولناه جسدياً، هكذا ننطلق إلى قبر أولئك الذين تكون لهم نهاية حسنة، فالذين رقدوا بالمسيح ليسوا أمواتاً، وهذا ما يجعلنا نلمس أجسادهم، أما الوثنيون واليهود، فلكونهم أمواتاً، فلا يقتربون من موتاهم قط، وقد نادى اشعياء النبي قائلاُ :" تحيا أمواتك يا رب تقوم الجثث، استيقظوا ترنموا يا سكان التراب" [11] ، وقال دانيال: "وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون" [12]. وباقي الأنبياء والرسل أيضاً بشروا بالقيامة. وتتضح فائدة الموتى من القرابين والصدقات والصلوات من الأمور التالية:-

1. من حضور أنفس وأرواح الأبرار إلى قدس الأقداس متى دعيت من قبل الكاهن الطالب الصفح والمستعطف، كما قلنا في تفسير القداس.

2. أن الله يغفر للبعض من أجل بعضهم كما غفر لأيوب من أجل أبنائه، وليهوذا المكابي من أجل المقتولين [13].

3. لعدم إمكانية عودة الموتى إلى العالم ليلتمسوا من أجل ذنوبهم، ويطلبوا من أجل أنفسهم، لذا ينبغي أن نقرب عوضاً عنهم بدافع محبتنا لهم لا لأمور أخرى، كإنسان إذا طرح أخوه في السجن لمدة سنة أو أكثر أو أقل، فإنه يتخطى عتبات الحكام والزعماء ويعدهم، بالكنوز ويدفع النفقات حتى يطلقوا سراحه، فكم بالأحرى ينبغي أن نتخطى عتبات هياكل الله ومعابد الشهداء والقديسين، متضرعين من أجل موتانا حتى يغفر لهم، كما قال الرسول بولس أيضاً: "إن كان الأموات لا يقومون البتة فلماذا يعتمدون من أجل الأموات" [14]. أي كما يعتمد الأطفال والصبيان وينالون الروح القدس بإيمان آبائهم، كذلك بإيمان الذين يصنعون تذكارات ومآدب باسم موتاهم يحصل التبرير للموتى داخل قبورهم.

قال مار يعقوب الرهاوي " كل نفس انقادت وخضعت للشياطين لا تفلت من أيديها إلا بالصدقات السخية والرحمة والقرابين المستمرة" وهناك الكثير من الشهادات للملافنة في هذا المعنى، أهملناها لئلا يطول كلامنا. أما إقامة القداس في اليوم الثالث من أجل الذين رقدوا، فلأن الرب قام من القبر في اليوم الثالث، وفي اليوم الثالث تصعد أنفس أولئك الذين ماتوا مع الملاك الذي قادها لتقديم السجود أمام الله الحي إلى الأبد، وفي اليوم التاسع لتذكار الأحياء وذكرى الذين رقدوا لأن النفس تصعد ثانية أيضاً للسجود لله، كما يقول الآباء القديسون، وبعد ذلك تستدعى النفس حتى القيامة. وصلاة السنة من أجل تذكاره كما للقديسين إذ تعطى للمساكين من أموال المتوفي ومقتناه هذا كما تكلمنا من أجل الأتقياء، أما الأشرار المنافقون فإن أعطي من أجلهم العالم بأسره لا يفيدهم شيئاً، لأن من كان في حياته عدواً لله فأية ذبيحة تقدم عوضاً عنه لا يستفيد منها شيئاً.

 

 

   

[1] متى 9 : 2-8، مرقس 2: 1 - 12، لوقا 5: 17 - 26.

[2] متى 15: 21 – 28، مرقس 7: 24 – 30.

[3] متى 8: 5 – 13، لوقا 7: 1 – 10.

[4] متى 12: 22، لوقا 11: 14.

[5] يعقوب 5: 13.

[6] مزمور 116: 15.

[7] طيماثاوس الثانية 4: 7.

[8] يوحنا 11: 1 – 46.

[9] متى 9: 18 - 26. مرقس 5: 22 - 43.  لوقا 8: 41 - 56.

[10] لوقا 7: 11 – 15.

[11] اشعياء 26: 19.

[12] دانيال 12: 2.

[13] 2 مكابيين 12: 39 - 46.

[14] كورنثوس الأولى 15: 29.

   Copyright ® 2007 www.karozota.com

             Österns Gamla Kyrka