سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

وجهة نظر في مسألة الحب والزواج

 

الأب أسعد حنونا

   

 

قبل البدء بكتابة اي شيء لابد من توضيح بسيط عن معنى ومفهوم الزواج؟ وماهي ركائزه واسسه وما هي ابعاده؟ الزواج هو قرار وارتباط والتزام شخصي يتجلى في اتحاد قلبين ورضا شخصين واتفاق ارادتين لتكوين وانشاء اسرة جديدة تنبثق من اسرة بيت الاب (بيت العائلة) على مبدأ (كلما اجتمعها اثنان او ثلاثة بأسمي كنت هناك بينهما) يقدس الزواج و (يكونان كلاهما جسدا واحدا فليس اثنين بل جسد واحد) و (ماجمعه الله لايفرقه انسان) الله يبارك زواجهما و (انموا واكثروا واملاؤا الارض) اي على مبدأ الحب والانجاب. وعلى اساس الوحدة والمحبة والتفاهم والاتفاق والوئام والانسجام بين الرجل والمرأة المقبلين على الزواج وفهم ومعرفة الواحد للاخر، والقبول بالزواج هو ات من قرار شخصي وقرار مصيري ونهائي للعيش مع شخص طوال العمر على السراء والضراء وعلى الحلوة والمرة وعلى الغنى والفقر (اليوم تنام وغدا تصحو ترى نفسك نائما عند شخص اخر) الحياة الزوجية هي تعاون وتضحية وبذل الذات ومشاركة في كل شيء الحقوق والمسؤوليات والواجبات.

فالزواج هو كبناء بيت بحاجة الى خبرة ودراسة وتفكير وتخطيط ودراية تامة لما يخص مسألة الزواج لوضع اساس قوي وصلب ومتين وامن كي لايقع البيت من اول عاصفة تعصف به، وهو يثبت بقوة الحب الموجود عند الزوجين (الحب الذي هو دعوة مفتوحة لشخصين ليقتربان من  بعضهما البعض ولينفتح احدهما على الاخر ويستقبله في قلبه ونفسه وعقله ويؤمن به على انه رفيق الدرب وشريك العمر الحقيقي لاكمال الحياة الباقية معه، والطرف المناسب ليقود دفة الحياة نحو برالسعادة والامان. فالحياة الزوجية هي كالسفينة العائمة في البحر فليس البحر هادئا دائما فهناك العواصف والزوابع والامواج المتلاطمة التي تعصف بالسفينة المبحرة في عالم مليء بالمفاجأت ثم يأتي السكون، هذه هي الحياة الزوجية وهذا هو الزواج انه استقرار وعدم استقرار مرحلة توازن وعدم توازن، فشل ونجاح وسقوط ونهوض وهو رحلة طويلة نحو اكتشاف الاخر مدى العمر (كل يوم اكتشف فيه شيء جديد ينعش حياتنا الزوجية).

اذا الحب والزواج دعوة لاستقبال الاخر (النصف الحلو) وتغير في منعطف العلاقة وبداية مرحلة جديدة نحو الاستقرار من خلال (الثقة والصراحة والاراء المتبادلة بين الطرفين) مرحلة انسجام واتحاد وتعارف شخصيتين مختلفتين وطبعين ومزاجين وميولين مختلفين وبيئة ونشء مختلف وتربية مختلفة وفكر مختلف، فاذا فترة ماقبل الزواج طالت ام قصرت فهي فترة اكتشاف الاخر ومعرفة مدى النضوج العقلي والعاطفي والانساني وحتى الايماني والروحي عند الطرف الاخر لكي لايكون الزواج مستقبلا معرضا للفشل المحتوم وانتهاء كل شيء ومخيبا للامال فيؤدي للطلاق.

اولا - اهم شيء في الزواج وقبل كل شيء الرضى بحرية تامة ودون غصب او جبر او اكراه، رضى شخصي قائم على معرفة وقناعة ودراية تامة بشريك المستقبل.

وثانيا - الثقة بالنفس وبالاخر اهم ركائز بناء حياة زواجية سعيدة والاحترام المتبادل والابتعاد عن الانانية والغيرة القاتلة التي تدمر الحياة الزوجية القائمة على الصدق والصراحة.

ثالثا – التغلب على كل قلق وكأبة من حدوث مشاكل في الحياة الزوجية بالرغم مما فيها من سعادة واستقرار الا انها لاتخلو من المشاكل اوالاضطرابات اوالصعوبات فيها العسر واليسر وفيها الحلو والمر، والازمات تأتي احيانا من صلب الحياة الزوجية فهناك (العسل والبصل).

رابعا – الاعتراف بالاخر وبأستقلاليته وعدم إلغاء شخصه او وجوده مابعد الزواج (وعود قبل الزواج ومابعده). كل حب حقيقي فعال هو حب بلاشروط ولاقيود والا كان عبودية وهذا مانسميه الحب المزور الذي يظهر في (سيطرة جسدية واشباع الرغبات // هيمنة نفسية والغاء الشخصية // احبه هكذا ولااريده ان يتغير، يفكر ويتحدث مثلي).

خامسا – كشف دفاتر الماضي للطرفين الواحد امام الاخر لكي لاتتعرض الحياة الزوجية لاشكال هما في غنى عنه مستقبلا عند معرفة احد الاطراف سر ما عن الطرف الاخر وايضاح كل شيء امام شريك الحياة المستقبلي:

1- علاقاتي 2- اصدقائي وصديقاتي 3- مرضي 4- طبيعة ابي وامي 5- مزاجي وطبعي ونفسيتي 6- حالتي المادية 7- عملي وراتبي 8- تحصيلي الدراسي 9- ميولي وتاريخي وثقافتي. بأظهار الماضي امام الشريك يتجلى الحب الحقيقي الذي يتخطى العيوب ويتقدم خطوة في احترام الحبيب وقبوله على سلبياته وايجابياته وعلى علاته، فكل طرف له نقاط ضعفه وخصوصياته والسعادة تبنى على غظ النظر عن الاخطاء ومحاولة اصلاحها (فالحب يرى الورود ولايرى اشواكها) وهناك من ينظر الى هذه المسالة على انه يبحث عن من يكمله او يكمل نقصه (عاطفيا وحبيا وجسديا) (في الحب انت تحتاج الى الاخر الى كله لانه لايوجد اشباع).

سادسا - الزواج ليس لفترة معينة ولايمكن استبدال شريك الحياة بين فترة واخرى (قميص او بنطلون او سيارة حسب الموديل) ليس شيئا يستهلك بل قرار مصيري والتزام للعيش طوال العمر مع من نحب ومن اعطينا له كلمة نعم امام الكاهن، ليس تفاحتين في يد واحدة ايهما اختار هذه ام تلك، لايوجد في الزواج ربح ام خسارة ولامراهنات اوصفقة او تسلية او لعبة  (بعد الزواج لاينفع الندم).

سابعا - الزواج والحب يكمنان في العواطف والاحاسيس والمشاعر الانسانية النبيلة اما الغيرة فأنها الفايروس والجرثومة التي تقتل وتدمر الحياة الزوجية وخاصة الغيرة الغير مبررة ودون اسباب، من حق الزوجين ان يغار احدهما على الاخر يقول المثل (اللي مايغار حمار)، بشرط - اولا يجب فهم وجهة نظر الاخر (اي الاصغاء ومن ثم التحليل والحكم واصدار القرار) كي لااحكم ظلما.

عادة ما يظن البعض او ماتظن البعض من شاباتنا ان الهروب من البيت والقبول بأي شاب هو حل لمشاكلها داخل البيت فهي لاتعرف انها بأقدامها على اتخاذ كذا قرار هو دمار لحياتها وحياة من تختاره فقط لانها تريد الهروب من البيت بيت والديها ومشاكله، ولا الهروب من البيت هو حل للفتاة لكي تكون سعيدة مع من اختارته وهربت معه فستكتشف في يوم من الايام انها اخطأت في اتخاذ كذا قرار دون دراية ودراسة لنقاط نجاحه وفشله وتعرض حياة كل من حواليها للدمار.

- ان الزواج بكل ما فيه من تضحية واخذ وعطاء وتعاون وتفاني في الخدمة بين الزوجين فهو لايدعو لخضوع الرجل للمرأة ولاخضوع المرأة للرجل ليس عبودية بل حرية، تفاهم وانسجام للمشاعر واحاسيس متبادلة وليست المرأة خادمة اوعبدة او امة في بيت الرجل انها سيدة البيت المدللة من الرجل وليس القصد الدلال الزائد الذي يؤدي الى الخراب وانحراف الزوجة عن المسار الصحيح بل شريك بناء البيت العائلي والزوجي.

- على كل من الزوجين معرفة واجباته ومسؤولياته وحقوقه ولا يهضم حقوق الاخر ولايلقي اللوم عليه في كل شاردة وواردة فالبيت مسؤولية الاثنين بل الحوار بينهما هو الاساس المتين في بناء وتقدم الحياة الزوجية. يقول روبرت برتسون (زوج طيب يصنع زوجة طيبة).

- اما بالنسبة للحب في الحياة الزوجية او الجنس فواحدهما يكمل الاخر الحب يكمل الجنس والجنس يكمل الحب وليست الحياة الزوجية للجنس فقط او انجاب الاولاد أوتفريغ الطاقة الجنسية فهناك حدود لكل شيء وكل شيء في اوانه رائع وجميل، والحب ليس ابتلاع وامتلاك والغاء الاخر ومحو شخصيته بل بنائها، ونقول ان الجنس هو من صلب حياة الانسان ويجب ان يحسن الزوجين استخدامه. بأعتقادي ان اغلب المشاكل بين الزوجين قد تنشأ اما بسبب المادة او بسبب الجنس الذي عادة مالايعرف الانسان كيف يقوده وهو كالحصان الجامح اذا لاتستطيع السيطرة عليه يدمرك.

- اخيرا هناك اسئلة عديدة نطرحها اليوم:

1- هل الزواج مجرد جمع اثنين في بيت واحد؟ وكما يقول المثل المصري (جمع رأسين بالحلال).

2- هل اقبل بمن يتقدم الي دون معرفة او احتراما لقرار اهلي؟ ام اعطي المجال لنفسي اكثر لكي اعرفه؟

3- هل المادة هي اهم مايدعو الفتاة للقبول بالزواج؟ المغريات قد تعمي اعين الشاب او الشابة فعليه يقول المثل (اخذ القرد على مالو راح المال وظل القرد على حالو).

4- هل اصبح الشاب اليوم ينظر فقط الى جمال الفتاة الخارجي؟ في حين ان الجمال هو شيء ثانوي بالنسبة لاختيار شريك الحياة او بالنسبة للحياة الزوجية فأهم شيء جمال النفس والاخلاق والتربية.

5- هل اصبحنا لانهتم سوى بالمظاهر الخارجية والامور السطحية من الذهب والحفلة والملابس وغرفة النوم وغيرها؟

6- اين هي كرامة الفتاة وحريتها عندما تقبل بالشاب رغما عنها ومجبرة؟ لاجل مصلحة الاب او وعد قطعه على نفسه (لاادري هل انه يتاجربها ام يبيع نعجة).

7- هل الهروب من البيت والزواج بمن تحب هو الحل برأيك؟

8- هل اصبحنا نخاف من الارتباط لدرجة الخوف من عدم معرفة نوعية من نريد الارتباط معه او معها؟

9- هل نقدر اليوم الافصاح بالحب لمن نحب ان يكون شريك الحياة؟

10- ماهي الصفات التي اتمنى ان اراها في الاخر ليكون زوجا لي او زوجة لي؟

فالزواج هو عهد ووعد حب بين طرفين وقرار التزاما به عند ارتباطهما لبناء حياتهما الزوجية.

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English