سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

مسيحنا ما اعظمك يا مسيح المحبة

 

الأب أسعد حنونا

   

 

يعتبر سيدنا يسوع المسيح من الرسل والانبياء والشخصيات والرموز الروحية والدينية والايمانية والمقدسة التي كان لها رد فعل كبير في نفوس الكثيرين من البشر ومن مختلف الديانات والمعتقدات للذين اطلعوا على حياته وتعاليمه ومبادئه وشخصه واسلوبه في معاملة الاخرين من البسطاء والخطاة والزناة والمرضى والقليلي الايمان والمرذولين والمعتبرين نجسين بين ابناء جلدتهم وشعبهم. المسيح الذي جاء في زمن كانوا الناس من الفئة الحاكمة والطاغية في الحكم والدين قد استسلمت لامر عبادة المال والسلطة والجاه ولم تعد تعير للقيم الانسانية اي اهتمام ولا للانسان ولاتعترف به ولاتعطيه وزنه الحقيقي في مجتمعه وبسبب هذه الطغمة الحاكمة حدثت هناك مسافات شاسعة بين الله والانسان وصار الانسان ينظر الى الله كظالم وسالب رزقه من جراء هذه الطبقة ومسافة بين المؤمن والهيكل وبين العبادة والممارسة وبين الحقيقي والمزيف بين من يريد تقريب الانسان نحو الله وبين من يريد بشتى الوسائل تشويه صورة الله والكلام بأسمه دون حق وتنسيب اليه بعض الممارسات والشرائع والقوانين التي لايمكن ان يكون لله علاقة بها.

لقد اتى المسيح في زمن تفشى فيه الظلم والفقر والعوز والزنى والامراض التي لاعلاج لها وكان هو الحل الشافي لها، في زمن اهينت كرامة الانسان وخاصة المرأة في شخصها وانوثتها واضحت سلعة تباع وتشترى على هوى العرض والطلب عليها كجارية وخادمة وفي بعض الاحيان وكماكنة تلبي حاجات الرجل وتشبع غريزته. ومجيء المسيح كان حبل النجاة لها للخلاص من هذه النظرة الدونية اليها ورفع قيمة هذا المخلوق الضعيف وتعظيم شأنها بين جمع الرجال (الرجل والمرأة متساوون في كل شيء) واضحت المرأة بعد ذلك صاحبة كرامة وحرية واستقلالية ويحسب لها الف حساب وصارت هي المبشرة الاولى بشخص يسوع المسيح القائم من بين الاموات في شخص مريم المجدلية، وحواء الجديدة التي انقذت البشرية من الهلاك وام لنا في امومتها للرب يسوع في مريم العذراء.

ان من يتأمل في حياة الرب يسوع المسيح يعلم العلم اليقين كم ان حياة هذا الشخص مرتبطة ارتباطا تاما وشاملا بالقيم الانسانية النبيلة التي بلا شك قادرة على ان ترفع من منزلة الانسان وتغير حياته نحو الافضل وتقلبه رأسا على عقب فيتجلى الله فيه وكم عانى هذا الانسان ليصل الى الدرجة التي وصل اليها من القداسة وليهيأ لنا هذا الدستور الانساني الالهي العظيم (دستور المحبة) الذي نبع من حياته وخبرته الايمانية مع الله وخبرته الانسانية مع البشر (احبوا الاعداء واحبوا واحسنوا الى مبغضيكم وصلوا من اجل المسيئين اليكم) فهل يوجد انسان ينادي بكذا مباديء ان لم يكن مشبعا بروح الله وعاشها في حياته، في حين هناك من يعتبرها مثالية وغير قابلة للتحقيق على ارض الواقع ولا يمكن عيشها بتاتا (من لطمك على خدك الايمن فأعط له الاخر) من يقدر ان يتنازل امام من يهدد حياته ومستقبله، من يقدر ان يسير خلف هذا الجنون ويقول للاخر سامحك الله ويدير وجهه ويكمل طريقه فأي تعليم جلب لنا هذا المسيح؟

اننا اليوم نعيش في زمن لو جاء المسيح الان لرفضناه جميعا لاننا نريد الحفاظ على مانحن فيه وعلى امتيازاتنا ومصالحنا، ولانعترف به ونشك في ولادته وتعاليمه ومبادئه وحياته وموته وقيامته ونضرب اخماسا في اسداس ياترى هذا الذي سرنا خلفه الى اليوم هو المسيح الحق ام لا؟ ياترى هذا الذي سحر العالم بتعاليمه هو من كنا ننتظر قدومه وهو مخلصنا ومسيحنا الاتي؟ اي مسيح نريد واي خلاص نريد؟ ومن هذا الاتي الان؟

لو تطلعنا اليوم الى ارض الواقع نرى ما يحصل في العالم اجمع من غبن واضطهادات وسلب للحريات وقتل وبطش وهتك للاعراض واستغلال الدول واستعبادها والمتاجرة بأرواح البشر وغلب شريعة الغاب على شريعة المحبة في البقاء للاقوى وتفشي الشرور والامراض وانتشار الخطيئة والرذيلة والفساد بشكل مقيت وسريع وواسع ووجود قوى الشر المنادية بأسم الله والتي تريد تدمير قوى الخير والصلاح ولا تريد لنور الله ان يضيء في المعمورة وتريد اخماده بشرارة الحقد والظلم والطغيان والطائفية والمذهبية والتدين الاعمى والايمان الغير مشبع بروح الله والاعمى وبشتى الوسائل البشرية المتاحة.. عالم الكبير الذي يريد اكل الصغير وطغيان المادة على كل ابعاد الحياة واصبحت العلاقات والروابط الانسانية تتحكم بها المادة والمصالح والغايات والمشاريع وحتى بين الاخوة في بلدنا بدأت رابطة الدم تفقد معناها الدموي والروحي والابوي وصار الاخ يريد اكل حق اخيه في سبيل المادة والعديد من رجالات السلطة والدين باعوا ويبيعون كل شيء وحتى الله والمسيح نفسه في سبيل الحفاظ على ما هم حاصلين عليه لكي لايضيع... فأي مسيح نريد اليوم واي اله نريد ان يحل بيننا؟ واذا اتى ماذا سيفعل ومادوره ومامشروعه ونحن قد رفضناه مقدما.                                          

يأتي عيد الميلاد والاعياد الاخرى ولانفكر سوى بما هو مادي وزائل... نفكر بترتيب المنزل والاواني وتنظيفهما وشراء ملابس جديدة وعمل كافة انواع الاكلات والمقبلات والمعجنات وعمل شجرة الميلاد الكبيرة والضخمة والمزينة بأجمل حاجياتها ونشراتها ونبدأ بالتفكير ماالمبلغ الذي سوف نعطيه لاولادنا كعيدانية ونفكر بكلام الناس لئلا يعيبوننا في تحضيراتنا... امور تثير الضحك في النفوس فكل هذه نهيأها لمن؟ لكننا ننسى ولو للحظة ان نهيأ مكان صغير للسيد المسيح في قلوبنا المملؤة بالسواد، نغسل ملابسنا واجسادنا وبيوتنا ولكننا لانغسل انفسنا بالقربان المقدس ودموع التوبة والمصالحة مع الناس الذين نكون قد عرضناهم للاذى بسبب تصرف اناني صدر منا... نكنس قلوبنا كما نكنس بيوتنا ولننقي ونصفي نيتنا كما نصفي مياهنا ولنراجع حياتنا فلازال هناك متسع من الوقت ليرجع الانسان الى ذاته ويعيد حساباته ويكفر عن ذنوبه وما اقترف من اخطاء بحق الله وبحق الانسان اخيه ولنعطي للاخر وزنه وقيمته ولانسلب منه حياته وضحكته وابتسامته وفرحه.                 

هذه هي فترة العيد عيد ميلاد المسيح المجيد ان نجعل الرب يسوع عوض ان يولد في مغارة مقفرة ومظلمة وموحشة ان يولد في قلوبنا في داخلنا ويشرق نوره فيها ونكون نحن المذود الذي يولد فيه السيد المسيح ويكون حبنا الواحد للاخر هو الحرارة التي تجعله لايشعر بالبرد وهو في هذه المغارة او الاسطبل بل يدفء بنار محبتنا... نطلب من العذراء مريم ومار يوسف ان يفسحوا لنا المجال لنركع ونسجد عند اقدام الرب يسوع ونطلب الرحمة والمحبة والسلام والامان لعالمنا ولبلدنا واناسنا وشعبنا ووطننا وان يترحم بالاحياء منا ويرحم امواتنا وليحل سلامه في شعبنا الذي عانى ويعاني من الشدائد والمصائب التي فاقت التحملات والتصورات.

واخيرا نقول... ((المجد لله في العلى وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر))... وانا اقول... ((المجد للمسيح في عالمنا وعلى اخوته السلام والمحبة الدائمة بين بني البشر))...

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English