سؤال وجواب

تاريخ

لاهوت

روحانيات

الرئيسية

إن المسيحية إنما إنتشرت في العالم على يد الرسل الإثني عشر وتلاميذ المسيح الإثنين والسبعين. فإنهم بعد حلول الروح القدس...

 

قصص وحكايات

إقرأ الكتاب المقدس في عام

إنجيل الأسبوع

تحميل

روابط

اتصل بنا

 

مثل الغني ولعازر (لو 16: 19-31)

 

الأب: أسعد حنونا

   

 

مثل آخر من الانجيل المقدس للكاتب لوقا يحكي قصة رجل فقير بائس ملقى عند باب احد الاغنياء مبتلى بقروحه وجروحه لااحد يجروء على الاقتراب اليه معتبرونا نجسا (لعازر المسكين)، بينما نرى هذا الغني المنهمك عزائمه وولائمه وعد نقوده ومنصرفا الى امور الدنيا ناسيا هذا الفقير الجالس عند باب داره او قصره.

يسوع هنا في هذا المثل يعرض لنا الموقف الذي يجب ان يتخذه الانسان اتجاه الثروات المتوفرة امامه وكيفية استعمالها او استخدامها لكي لاتكون نقمة بل نعمة ووسيلة من خلالها يصل الى الله (الغني بالله) الذي يقدم امواله لمساعدة الناس ويلبي حاجاتهم بذلك يكون قد كسب الحياة الابدية.

-- "اطلبوا اولا ملكوت الله وبره والباقي يزاد" (مت 6: 33) نهتم كثيرا بأمورالدنيا وشؤؤنها (من مال وجاه وجمال واصنام اخرى) وننسى ونعجز عن الاهتمام بأقرب واعز الناس الينا اخوتنا البشر المساكين الملقين على قارعة طريقنا (احبب الرب الهك واحبب قريبك كنفسك) و (كالذي وقع بين ايدي اللصوص وساعده السامري الصالح) (لو 10: 25-37) "انظروا الى طيور السماء لاتزرع ولاتحصد ولاتجمع وابوكم السماوي هو يقوتها" (مت 6: 26) السنا نحن افضل من طيور السماء في ان نهتم ببعضنا البعض ونقدم امكانياتنا للاخرين وعطايانا. اذا الله يهتم بكل شيء – الله هو الرزاق – هو المعطي وهو المانح والواهب ـــ الذي لايبخل على الانسان بأي شيء، حتى انه قدم ذاته وابنه لاجل خلاص وارتقاء البشرية الرازحة تحت ثقل الخطيئة والانانية والكراهية.

وفي وقتنا الحاضر كل واحد منا بات لايفكر سوى بنفسه فقط دون ان ننتبه للعازر المعتاز المسكين الواقف في كل حين امام بابنا وحتى ان كان هذا اللعازر من الاقرباء او الاحباء او الغرباء، لعازر (الله يساعد) هو المسيح الملقى امام ابوابنا في كل وقت ونحسب انفسنا لانراه ونغظ طرف النظر عنه، يسوع مبتلى بجروحه والامه ولايهتم له احد (اليهود) بينما الامم هي التي اقتربت اليه وامنت ونشرت رسالته بين كل الامم (الكلاب التي تلحس جروحه) (المرأة الكنعانية) (مت 15: 21-28). وكم وكم منا لم يعد يتذكر يسوع المحتاج في ظروفنا الراهنة والانسان فيها بات ينظر الى فوق فوق جدا ويتطلع الى القمة ويريد الوصول اليها بلمحة البصر دون ان يعير الاهتمام ويحسب الحسابات للوسائل التي يستعملها للوصول الى القمة حتى وان كانت تلك الوسائل انانية كالدعس على لقمة وكرامة وشرف الانسان الفقير والكادح والضعيف والمسكين للوصول الى الغاية.

اذا يا غني هذه التي تكدسها ولاتعرف كيفية استعمالها واستثمارها لخير البشرية لمن هي، ما ابشع الانسان وما اشنعه عندما يفكر في المادة وجمع الاموال فقط والى اية درجة يصل جشع هذا الانسان الذي لم يعد يبصر ويرى امامه سوى المال وثم المال ولمن؟ يسوع هو الحاجة الحقيقية والاساسية هو الحاجة الانسانية والروحية والايمانية الضرورية للانسان قالها يسوع للشاب الغني "اذهب وبع كل شيء وتعال اتبعني" اي اذهب وبع كل ما انت متعلق به من اصنام وتعال ورائي واتبعني، فالغني الغبي صاحب الارجوان هو كالشاب الغني الذي ينظر للحالة الانية فقط دون ان يتطلع في نظره الى المستقبل (الان متنعم لايهمه الباقي)، ينظر الى ما لديه الان ويكتفي وكأنه هذا هو الغنى الحقيقي. ليس الفقر بالحالة المعيبة ولا بالحالة الغير انسانية فلكل انسان امكانياته وقدراته، عكس الفريسين الذين يعتبرون الغنى دليلا على رضى الله والفقر بلاء من الله، نحن نتوقع شيء وعند الله شيء اخر وحسابات اخر لانظن الله مثلنا قي كل الامور البشرية. لهذا يقول يسوع ان هذا المقروح افضل من ذلك الغني الذي طرح في جهنم ليس لانه غني بل لسوء استعمال امواله (لم يطعم، لم يعتن، لم يساعد) هنا تكمن انانيته اتجاه اخوته البشر فقط كان رجلا قاسي القلب برغم مالديه من بركات (نكنز الكنوز لننفقها في اوانها وليس ان نكدسها ونعبدها). يجب ان يدرك الانسان انه لن يربح كل شيء ولن يخسر كل شيءفهناك حالة الفشل والنجاح حالة امتلاك كل شيء او ضياع كل شيء.

على الانسان ان لايتوقف عند هدف ما (هدف المال) كالغني الذي انكمش على ماله وصار بالنسبة له هدفا مطلقا في حين هو نسبي ممكن في اي وقت ينتهي، صار صنما يشل كل افاق اخرى في الحياة واذا فقد هذا الهدف اعتبر فاشلا ويائسا.

في نظر المجتمع الانسان الناجح لايرتبط بالسعادة العائلية النفسية والروحية الجسدية بل صاحب سلطة ومال والذي يصل الى مراتب عليا فقط واكيد هذا هو التخلف الاجتماعي. فكل ما موجود بين ايدينا هو وسيلة وليس غاية ويجب ان تكون الوسائل نزيهة للحصول على حاجة ما (ليست مسرات الدنيا هي التي تجعلنا سعداء وانما الفكرة التي نعيشها والاهداف التي نهدف اليها والفلسفة التي نعتمد عليها). نتعلم من هذا المثل النظر الى حاجة الاخر، ومساعدة الفقير والمحتاج مهما كان جنسه ولونه ودينه ومهما كان مرضه او ما ابتلي به.

 

المصادر/ معجم اللاهوت الكتابي والتفسير التطبيقي للكتاب المقدس.

 
 

Copyright©  www.karozota.com

 
  
 

English